يعد موقع المُيَسَّر من أهم مواقع التعدين في فترة الألف الثالث قبل الميلاد، لاحتوائه على كميات كبيرة من مخلفات صهر النحاس، وعدد من أفران الصهر والحفر الدائرية التي كان يصب فيها النحاس المصهور لإنتاج السبائك التي عثر على العديد منها على سطح الموقع إلى جانب العديد من الأدوات المستخدمة لتجهيز مادة النحاس قبل صهره كالمدقات الحجرية، بالإضافة إلى أختام حجرية نقشت عليها أشكال بشرية وحيوانية، كالختم المنشوري الشكل الذي يعزز اكتشافه حقيقة التبادل التجاري بين مجان (عُمان) وبلاد السند خلال فترة الألف الثالث قبل الميلاد.
ويعد موقع سمد الشأن من المواقع الأثرية المهمة لدراسة العادات الجنائزية في فترة الألفين الثاني والأول قبل الميلاد، حيث تم تحديد ثلاثة أنماط من المدافن (للرجال وللنساء وللأطفال) وجد فيها على جرار وقنان فخارية، وأوان ورؤوس سهام وحراب برونزية، وخرز من العقيق وأختام حجرية.
وتميز موقع سمد الشأن باكتشاف هيكل جمل عمره ثلاث سنوات، ربطت بعنقه قلادة خرزاتها من الحجر والصدف والزجاج والعقيق، وأثبت بأن الجمل يعود للعصر الحديدي المتأخر (300 قبل الميلاد – 629 ميلادية) وتكمن أهمية اكتشاف الجمل إلى كونه أول جمل محدد الجنس والعصر في الجزيرة العربية.
ففي بداية الثمانينيات ركزت الحفريات الأثرية في موقع سمد الشأن على دراسة المدافن وما تحويه من أثرية، والمدافن عبارة عن حفر مستطيلة الشكل ويحدها من الخارج بحجارة بها جرار فخارية مختلفة الأحجام وأختام حجرية وأواني معدنية ورؤوس سهام وحراب برونزية ورأس حصان برونزي وأنواع مختلفة من الخرز المصنوع من الصدف والعقيق بالإضافة إلى بقايا عظـام، وبعد دراسة المكتشفات الأثرية تبين وجود ثلاثة أنواع من المدافن مدافن للرجال ضمت أسلحة برونزية ومدافن للنساء ضمت جرارا وقوارير فخارية وعددا من الخرز والحلي البرونزية ومدافن للصغار احتوت على جرار فخارية. وفي عام 1989م تم اكتشاف مدفن يضم هيكل جمل صغير تتدلى من عنقه قلادة وبعد دراسة الخرز اتضح أن الجمل يعود إلــى العصر الحديـــدي المتأخـــر (200ق.م - 629م) وبذلك يعد أول جمل مؤرخ في شبه الجزيرة العربية.