تعد منطقة المنزفة بحصونها وبروجها وأبنيتها القديمة المبنية بالجص والإسمنت العماني القديم والتي تحتوي على النقوش والزخارف معلما تراثيا بارزا، ورغم أن مباني البلدة القديمة متداعية، إلا أن الزمن لم يطمس معالمها، ولا تزال شاهدة على ما شهدته هذه المنطقة من ماض عـريق.
وتعد قرية المنزفة بولاية إبراء ذات مكانة تاريخية مهمة على مستوى سلطنة عمان نظرا لما تضمه من مبان هندسية جميلة إضافة إلى أنها كانت تمثل الثقل التجاري في ولاية إبراء بسوقها ومحلاتها التجارية وقد تمكنت من استقطاب العديد من الرحالة والمؤرخين ووصفها البعض في حينها بأنها من أجمل القرى العربية ذات الطابع الإسلامي والعربي الفريد التي امتزجت فيها المباني بين الهندسة العمانية وهندسة بلاد الرافدين، كما أنها تشرفت باحتضان أول مستشفى في المنطقة الشرقية الذي كان موجودا عام 1967 أي قبل النهضة المباركة بثلاث سنوات تقريبا وقدم خدماته العلاجية لأهالي الولاية والولايات الأخرى المجاورة.
واتجهت وزارة التراث و السياحة إلى وضع دراسة تفصيلية شاملة للحارة التي لم تركز على المباني القائمة فقط بل الواحات المحيطة بها والعادات والتقاليد والحرف الموجودة وهي لا تهتم بالجانب الحسي والمادي فقط بل الجانب البشري أيضا لتوظيف كل المفردات للأغراض السياحية ومن ثم يتبين من خلال هذه الدراسة ماهية الخطة الصحيحة والنهج السليم الذي ينبغي أن تنتهجه لتوظيف حارة المنزفة وإن ثبتت جدواها للأغراض السياحية وهي تقوم على أسس علمية وثقافية واجتماعية وتراثية تأخذ القرية بنظرة الشمولية ولا تأخذها من ناحية المبنى فقط بل من الناحية التاريخية والثقافة والبشر والعادات والتقاليد والأفلاج والزراعة وسبل عيش الناس حيث كان التوجه لتحويلها إلى قرية تراثية سياحية متكاملة.
وتقع قرية المنزفة بولاية إبراء التي تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 160 كيلومترا و7 كيلومترات عن مكتب والي الولاية و5 كيلومترات عن خط سير الشارع العام المتجه إلى مسقط – صور حيث يسلك المتجه إليها الطريق الذي يؤدي إلى المستشفى وسوق السفالة بعدها يتجه مباشرة إلى قرية سيح العافية وينحرف إلى جهة اليمين ثم يواصل سيره حتى يصل إلى قرية السباخ ومن ثم يقطع الوادي ثم يأخذ مرة أخرى يمين الطريق في اتجاه قرية المعترض وبعدها يتجه مباشرة لقرية المنزفة التي يحيط بها سور كبير.