يقع الحصن في وسط مدينة طاقة التي تبعد عن ولاية صلالة حوالي 33 كيلومترا، ويعود تاريخ هذا الحصن التاريخي -كما تقول بعض المصادر- إلى القرن التاسع عشر الميلادي كمبنى أهلي أقيم في تلك الفترة، وتعود ملكيته للشيخ علي بن تمان المعشني ثم آل إلى الدولة في عهد السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد. وأقيم هذا المبنى على الطراز العربي الإسلامي من حيث الشكل والتصميم والزخارف التي وضعت في هذا المبنى، ويضم تحصينات عديدة وتقسيمات وأبراجا ومخابئ ومداخل للأغراض الإدارية والعسكرية كعادة العمانيين عند تشييد هذه القلاع والحصون التي تشتهر بها سلطنة عُمان.
وقد اهتمت وزارة التراث والسياحة بهذا الحصن التاريخي ونظرا لأهميته التاريخية والمعمارية، فقد قامت الوزارة عام 1992 م بترميمه وتجديده وفق طرازه المعماري، وتموضع الكثير من المحتويات والمقتنيات والحرف والمشغولات والتحف وغيرها، والتي وجدت في هذا الحصن أو التي تشتهر بها ولاية طاقة منذ القدم حتى يبقى هذا الحصن بنفس أثره التاريخي ومعالمه الأثرية، وتم افتتاحه رسميا سنة 1994 م (عام التراث)، ويزورهذا الحصن سنويا المئات من السائحين العرب والأجانب. والزائر لحصن طاقة يرى عراقة الإنسان العماني وأصالته في الحفاظ على المعمار العربي الإسلامي في أسلوب وطريقة البناء سواء في مدخل هذا الحصن أو الغرف أو القاعات العامة.
وكانت العادات في الماضي وخاصة في المناسبات الدينية والوطنية تقام أمام الحصن، مثل عروض الهبوت وإلقاء القصائد والأهازيج المعبّرة عن هذه المناسبة، التي أصبحت من العادات الباقية في الولاية ونياباتها. وتبدأ العادة بعد صلاة العيد مباشرة، حيث يقوم المواطنون بزيارة الوالي لتهنئته بالعيد من خلال زفة الهبوت، وتتخللها القصائد والرقصات الشعبية الأخرى حتى يصلوا إلى الحصن حيث ينتظرهم الوالي والمسؤولون أمام الحصن، ويبدأون في إلقاء القصائد ثم تُقدم عروض الهبوت، وينصرفون بعد مصافحة الوالي وتهنئة بعضهم البعض بالعيد. وكذلك تقام "الهبوت" أمام مقر الوالي في المناسبات والأعياد الوطنية حيث تعبيرا عن الفرحة بهذا الحدث الوطني.
وكان هذا الحصن قد تعاقب عليه العديد من الولاة عندما آلت ملكيته إلى الدولة في النصف الأول من القرن الماضي، وكان مركزا للإدارة في شؤون الولاية في القضاء وحل المنازعات، والإشراف على المهمات والوظائف التي تدخل ضمن صلاحيات الوالي، وكان هذا الحصن هو مقر هذه الإدارة، ولحل المنازعات والتقاضي وغيرها من المهمات، حتى عام 1970 م عندما تولى السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- مقاليد الحكم، حيث تم إنشاء مقر جديد للوالي والإدارة المحلية وغيرها من الإدارات الحكومية التي ترعى الأعمال والمهمات المختلفة في هذه الولاية، وأصبح الحصن معلما من المعالم التاريخية والأثرية ليبقى تجسيدا لعطاء العمانيين وأصالتهم في المعمار والبناء الرفيع.
يتكون الحصن من طابقين، يحتوي الأرضي على بوابة الحصن في الجهة الغربية وهي تفضي إلى البرزة ثم إلى الفناء الداخلي. ويحتوي على مخازن للأطعمة والتمور ومخازن للأسلحة وسجن، وتوجد بئر في الناحية الشرقية من فنائه الداخلي. ويتكون طابقه العلوي من غرف نوم ومجلس "سبلة" ومطبخ وأماكن استراحة. وقد زودت جدرانه بمرامٍ وفتحات تهوية وإضاءة "مرق"، وسطحه محاط بشرفات مثلثة متجهة للأعلى.