غدًا.. السلطنة تُشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للسل   مسقط في 23 مارس / العمانية / تُشارك السلطنة ممثلة في وزارة الصحة  غدًا دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للسل الذي يُصادف الـ ٢٤ من مارس  من كل عام، حيث يُعدُّ السل من أكثر الأمراض المعدية فتكًا في العالم،  وتُصنَّف السلطنة أنَّها من الدول ذات معدّل الإصابة المنخفض بهذا المرض  بنسبة ١٠ لكل ١٠٠ ألف.   وتزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للسل تُدشّن وزارة الصحة ممثلة في  المديرية العامة لمكافحة ومراقبة الأمراض غدًا الاستراتيجية الوطنية  للقضاء على السل التي تقوم بتنفيذها على مراحل، وترتكز بشكل أساسي  على خفض نسبة الإصابة والوفيات. 
وتهدف الاستراتيجية في مراحلها الأولى إلى خفض نسبة الإصابة إلى 10  لكل مليون بحلول عام 2035م، وذلك للوصول إلى ما يُسمَّى بمرحلة ما قبل  القضاء على السل عن طريق خفض الإصابة بنسبة 90 بالمائة وخفض  الوفيات بنسبة 95 بالمائة قياسًا على الوضع الوبائي لعام 2015م.   وتتضمَّن الاستراتيجية توفير الفحوصات المخبرية ذات الفاعلية والحساسية  الكبرى التي تساعد على سرعة تشخيص المريض المشتبه به خلال ساعات  من أخذ العيِّنة، إضافةً إلى توفير العلاج المناسب للمصابين والمخالطين  مِمَّن تمَّ تشخيصهم بالسل الكامن.   وتستند الاستراتيجية إلى ركائز أساسية منها تعزيز الشراكة بين القطاعين  الحكومي والخاص وفق معايير وضوابط واضحة لضمان الجودة خاصة  فيما يتعلّق بالفحص المبكّر وتقديم الرعاية الطبية المطلوبة للفئات الأكثر  عُرضة كالوافدين من الدول ذات معدّل الإصابة المُرتفع.   وتُركِّز الاستراتيجية على الأساليب الوقائية كفحص السل الكامن وعلاجه  باعتباره من أهم الحلول المطروحة عالميًا في سبيل الوصول إلى الهدف  المنشود للقضاء على السل ويُمثّل ركيزة أخرى ضمن الاستراتيجية الوطنية.   وقالت الدكتورة فاطمة بنت محمد اليعقوبية رئيسة قسم السل والأمراض  النفسية الحادة بدائرة الأمراض المعدية بالمديرية العامة لمكافحة الأمراض  بوزارة الصحة إنَّ الجهود التي بذلتها السلطنة في القضاء على السل ساهمت  في الاستمرار في انخفاض معدلات الإصابة وارتفاع مستوى الخدمات  الصحية المقدَّمة للمصابين والمخالطين، موضحة أنّه بعد دراسة الوضع في  السلطنة والوقوف على الجوانب المهمّة للقضاء على السل تبنّت السلطنة  استراتيجية القضاء على السل بحلول عام ٢٠٥٠م  بشكل نهائي عن طريق  تسريع معدّل الانخفاض عن طريق التركيز على الكشف المبكّر وسرعة  البدء في العلاج المناسب وكذلك التركيز على تشخيص وعلاج السل الكامن  في الفئات الأكثر خطورة كالعاملين الصحيين والأشخاص القادمين من الدول  ذات الإصابة العالمية، إضافة إلى تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص ورفع  مستوى الوعي المجتمعي.   وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أنّه تتوفر في السلطنة الكواشف  المخبرية التي تمكّن من الحصول على نتائج الفحوصات للمصابين خلال  ساعتين فقط منذ وصول العيّنة إلى المختبر كما يُمكن التعرُّف مبدئيًا من  خلال هذه الخطوة على وجود سلالات مقاومة للمضادات الأمر الذي من  شأنه أن يُسهم في البدء بإعطاء المريض العلاج المناسب، مؤكدةً أنّ هذه  الخطوة مهمّة جدًا في إيقاف انتشار المرض بين أفراد المجتمع والتشافي من  المرض بسرعة أكبر.   وأشارت إلى أنّ معدّل الإصابة في السلطنة في عام ٢٠٢٠ بلغ ٧ لكل ١٠٠  ألف حيث تم تسجيل ٣١٤ حالة سل مؤكدة منها ٩٥ حالة للعمانيين و٢١٩  لغير العمانيين وسُجّلت ٢٣ حالة وفاة.   وأكّدت أنَّ السلطنة تبذل جهودًا حثيثة للقضاء على هذا المرض بفضل الدعم  المستمر من قِبل أصحاب القرار الأمر الذي يعكس وجود رغبة حقيقية  وجادة في هذا الجانب، مشددةً على أهمية رفع مستوى الوعي بالمرض  وتعزيز البحوث العلمية المتعلّقة بالمرض الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في  الوصول إلى خدمة أفضل للمصابين والقضاء عليه.   وبيَّنت أنَّ أعراض مرض السل تتمثل في معاناة المريض لمدة أسبوعين أو  أكثر من الحمّى والسعال الذي يكون مصحوبًا بخروج الدم في بعض  الأحيان والتعرُّق الليلي ونقص الوزن بشكل ملحوظ مع انعدام الشهية وقد  تظهر أعراض أخرى متعلّقة بالأعضاء الأخرى، مُشيرة إلى أنَّ طرق  الوقاية من السل تتمثل في سرعة التوجه للمؤسسة الصحية فور الشعور  بالأعراض لتسريع الكشف عن المرض وعلاج المصاب وتتبع المخالطين له  وعلاج المصاب منهم بالسل النشط أو تقديم العلاج للمصابين بالسل الكامن.   وأكّدت على ضرورة التزام المصاب بالخطة العلاجية التي قد تصل إلى 6  أشهر من تناول العقاقير المُخصّصة لعلاج السل وقد تتجاوز هذه المدة بناءً  على العضو المُصاب واستجابة المريض مع ضرورة اتّباع تعليمات  وإرشادات الطبيب المعالج.   وبيَّنت أنَّ هناك نمطين معروفين لمرض السل بعد إصابة الشخص به؛ الأول  هو النشط وتظهر أعراض المرض بعد التعرُّض لبكتيريا السل وتكمن  خطورته في تفاقم المضاعفات إذا لم يتم الكشف عنه ومعالجته، أما النمط  الثاني وهو السل الكامن وفيه يُصبح الشخص حاملاً لبكتيريا السل دون  ظهور أعراض المرض عليه وتكمن خطورة هذا النوع في إمكانية تحوُّله  للنوع النشط في حال لم يتم علاجه.     وقد أشادت مُنظّمة الصحة العالمية ومؤسسات دولية مرموقة بجهود السلطنة  في القضاء على مرض السل فقد نشرت المنظمة أخيرًا الدليل الاسترشادي  للقضاء على المرض في الإقليم الأوروبي، مستندةً إلى بعض الأدلة القائمة  والتجارب المنشورة لبعض البلدان مستشهدةً بالسلطنة باعتبارها من  التجارب المثيرة للاهتمام في إقليم شرق المتوسط إلى جانب تجربة الولايات  المتحدة الأمريكية والتجربة الكندية في إقليم أمريكا الشمالية، مشيرةً إلى أنَّ  هذه الدول في مسارها الهادف للقضاء على السل.   ويعدُّ مرض السل أو الدرن الذي تتسبّب فيه جرثومة بكتيريا السل، أحد  أبرز الأمراض المعدية المعمّرة وهو مرض قد يُصيب الجهاز التنفسي أو  بعض الأعضاء الأخرى كالجهاز العصبي والعظام والجهاز الهضمي  والجهاز الليمفاوي، وينتقل المرض من شخص إلى آخر عن طريق  التعرُّض للرذاذ المُعدي المنبعث من الشخص المصاب أثناء العطس أو  السعال.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للسل "من أجل إذكاء وعي الجمهور بالعواقب  الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمّرة للسل وتكثيف الجهود الرامية إلى  إنهاء وبائه في العالم، وجاء اختيار هذا اليوم لتخليد ذكرى اليوم نفسه من  عام 1882 الذي أعلن فيه الدكتور روبرت كوخ عن اكتشافه للبكتيريا التي  تسبّب السل، مما مهّد الطريق لتشخيص هذا المرض وعلاج المُصابين به".
/ العمانية /