مسقط في 25 مارس /العمانية/ تحدثت صحيفة عمان في عددها الجديد  الصادر اليوم الخميس عن الحرب في اليمن التي بدأت منذ ست سنوات،  وكانت سنوات عجافا بالنسبة لليمن كدولة، وبالنسبة للتيارات المتحاربة فيها  سواء كانت الشرعية أو أنصار الله «الحوثيين». ولم تخلّف الحرب « المستمرة» إلا دمارًا عميقًا في هذا البلد الضارب في الحضارة والضارب  في العراقة.  ووضحت الصحيفة في عمودها /كلمتنا/ أنه خلال السنوات الماضية عقدت  الكثير من المؤتمرات والمباحثات في دول عدة عربية مجاورة أو غربية  معنية بالسلام من أجل أن يعود اليمن سعيدًا كما كان ويعود أهله يمارسون  دورهم الحضاري والتنموي. وكانت السلطنة المحطة الأهم في كل تلك  المباحثات والمرجع الموثوق في مسارات الأزمة سواء من قبل أطراف  النزاع في اليمن أو الجهات الراعية من الغرب. ولم تقدِّم السلطنة نفسها  باعتبارها طرفًا من أطراف الصراع أو صاحبة أجندة فيه رغم الأبعاد  الأمنية التي تؤثر على السلطنة في أي صراع في اليمن ولم تعامل في أي  مرحلة من تلك المراحل ببرجماتية الساسة.. بل كانت تحركها الالتزامات  العروبية والإنسانية والجوار الذي أرادته دائمًا خاليًا من أي شيء يمكن أن  يخدش العلاقة العريقة بين البلدين. وسمع العالم العبارة التي لن ينساها «لا  نريد أن يسجل التاريخ يومًا أن عمان تورطت في سفك أي دم في اليمن». وأشارت الصحيفة إلى المبادرة الأخيرة التي أعلنت عنها المملكة العربية  السعودية وأكدت دور السلطنة فيها ورحبت بها السلطنة تستحق أن يلتئم  حولها الفرقاء في اليمن وتدعم من كل القوى الدولية والمنظمات الأممية.  وإذا كانت المملكة التي طرحت المبادرة تمثل التحالف العربي يمكن أن نقرأ  في المبادرة توجهًا سعوديًا جديدًا اتجاه الحرب في اليمن وهو توجه ينسجم  مع دعوة الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين الذي قال قبل أسابيع إن الحرب  في اليمن يجب أن تنتهي. وذكرت الصحيفة أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالأحداث التي ستقود اليمن  إلى مرحلة جديدة، فالحرب أنهكت الجميع وآن أوان إنهائها دون رجعة.  على أن هذا سيحتاج إلى وقت كبير، وسيحتاج إلى مشاريع لإعادة إعمار  اليمن ليكون بيئة جاذبة لليمنيين لا بيئة لنشوء تنظيمات جهادية وراديكالية  كما حدث في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق. وأحداث التاريخ تعطينا الكثير  من الدروس المجانية وعلى الجميع أن يعيها. /العمانية/ أ ف