نواكشوط في 10 مارس /العمانية/ أكّد الشاعر والكاتب والناقد الأدبي السنغالي /فاضل  كي/ أنَّ أهم طموحاته واهتماماته تتمثّل في العمل من أجل إيجاد مناخ أدبي عربي في بلده  الذي يصفه بـ "بوابة إفريقيا باتجاه الوطن العربي". وذَكَرَ، في مقابلة مع وكالة الأنباء العمانية على هامش مشاركته في مهرجان نواكشوط  للشعر العربي، أنَّ لغة الضاد تحظى، منذ دخول الإسلام إلى السنغال وإلى اليوم،  بحضور ودور معتبرين في تشكيل الثقافة في هذا البلد.
وأضاف /فاضل كي/ أنَّ عددًا من المثقفين السنغاليين اشتهروا على مرّ التاريخ كشعراء  أفذاذ، فضلاً عن كونهم دعاة إلى الله سبحانه وتعالى، مشكِّلين بذلك البذرة الأولى لما يُمكن  أن يُسمّى الشعر السنغالي المكتوب بالعربية. وأورد في هذا السياق أسماء كل من /الشيخ  عمر الفوتي/ و/الشيخ أحمدُو بمبا/ و/الحاج مالك سي/ و/الشيخ إبراهيم انياس/ وغيرهم.
وأشار الأديب السنغالي إلى بروز جيل جديد مُعاصر من الشعراء أبدعوا في مختلف  الأغراض والفنون الشعرية والأدبية وانتشر إنتاجهم وتألق. وقد شارك بعضهم في  المحافل الدولية للشعر العربي، خاصة في "مسابقة أمير الشعراء" و"مسابقة شاعر  الجامعة" بالمملكة العربية السعودية.. إلخ.
ويترأس /فاضل كي/ "نادي السنغال الأدبي" الذي يحتضن شعراء وشاعرات كلاسيكيين  وحداثيين وروائيين، بالإضافة إلى كونه إعلاميًا ملتزمًا من خلال تأسيسه لمجلتي " الصحوة" و"الأفق الجديد" وإدارته لموقع "رفي دكار" الإخباري باللغة العربية. وهو  يؤكد أنَّ حركة التأليف في مختلف المجالات الدينية والثقافية في بلاده أصبحت نشطة في  السنوات الأخيرة، فضلاً عن ظهور الكثير من المواهب الشابة في شتى المجالات الثقافية،  مُعتبرًا أنَّ السنغال يعيش "صحوة ثقافية أدبية واضحة".
وقد تحمَّل الرجل الذي اشتغل أيضًا في تدريس اللغة العربية مسؤولية جسيمة منذ تكليفه  من طرف شعراء وكتّاب السنغال برئاسة النادي المذكور، ما تطلّب منه التحرّك في أكثر  من اتّجاه لضمان تحقيق جملة من الأهداف من بينها إيجاد بيئة لتشجيع المواهب الأدبية  واحتضانها في هذا البلد الفرانكفوني.
ويرى /فاضل كي/ أنَّ نشاطه في النشر الإعلامي العربي منذ عقدين من الزمن مثّل وعاءً  ثقافيًا ناطقًا بهذه اللغة في السنغال وظلّ صامدًا رغم التحدّيات التي تعاني منها الصحافة  المكتوبة بالعربية في هذا البلد. أما موقع "رفي دكار" الإخباري، فيحرص الرجل من  خلاله على تقديم الخبر باللغة العربية ونشر المقالات وتحفيز الكتّاب السنغاليين على  النشر، مُحاوِلاً أن يُقَدِّمَ لعشاق لغة الضاد في السنغال وبلدان إفريقية أخرى خدمة إخبارية  ثقافية شاملة تساعد على تطوير القدرات اللغوية وتنمّي الثقافة العربية.   من جهة أخرى، تحدّث /فاضل كي/ عن علاقته بموريتانيا التي ظلت مرتبطة عنده، كما  يؤكد، "بالثقافة والفصاحة والكرم والشهامة". وقال: "ليس من الصدف أن يكون للشعر في  موريتانيا قيمته وقوته وجودته، فقديمًا عُرفت موريتانيا ببلاد المليون شاعر". وأوضح الأديب السنغالي أنَّ من يتابع العلاقات بين ضفتي نهر السنغال يُدرك لا محالة أنَّ  أهم رافد ورافع للعلاقة بين البلدين هو الجانب الثقافي والديني. واستشهد في هذا الإطار  بمقولة للشيخ إبراهيم انياس مفادها أنَّ "على الضفتين شعب واحد في دولتين". /العمانية /179