عمّان، في 22 مارس/ العمانية/ يتناول كتاب "الدراما الاجتماعية والمرأة في الفضاء  الافتراضي" للكاتبة والأكاديمية الجزائرية الدكتورة مريم نريمان نومار، الهوية  الافتراضية للمرأة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتمثلها لذاتها، وإدارتها للانطباع  بالاستناد إلى "المقترب الدرامي" الذي وضعه "إرفينغ غوفمان".    وترى المؤلفة أنّ الفجوة بين الهويتين الافتراضية والحقيقية تميل إلى التلاشي شيئًا  فشيئًا، الأمر الذي يثير الجدل حول العديد من القضايا الاجتماعية ومنها: عرض الذات،  والخصوصية، والأمان، إلى جانب طبيعة الاستخدام وعلاقته بالعوامل التي تحكم  تصرفات المرأة وتؤثر في تمثُّلاتها لذاتها والصورة التي تحاول أن تقدمها عن نفسها،  وكذا الصورة التي يراها بها الآخر من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. وجاء في تقديم الدكتور نصرالدين لعياضي للكتاب أن "التوغل في سرد الأنثى لذاتها هو  ولوج مملكة المسكوت عنه أكثر من التعبير عن المجهَر به".      واستعرض الكتاب الكيفية التي تتمثل بها المرأةُ الجزائرية ذاتَها عبر مواقع الشبكات  الاجتماعية، والعوامل التي تؤثر في أدائها لهويتها الافتراضية.     واندرجت تحت هذا السؤال مجموعة من الأسئلة الفرعية المتعلقة بطبيعة استخدام  المرأة لموقع "فيسبوك"، وكيفية أدائها لهويتها الافتراضية وإدارة الانطباع حولها،  والعوامل التي تؤثر في تمثُّلها لذاتها.    وضمّ الكتاب خمسة فصول، تناول الأول مفهوم التمثُّل ومقترب الدراما الاجتماعية  وإدارة الانطباع، وناقش الثاني موضوع مواقع الشبكات الاجتماعية والفضاء الافتراضي،  وتوقف الثالث عند موضوع الهوية الافتراضية والتمثُّلات الذاتية عبر مواقع الشبكات  الاجتماعية، أما الفصل الرابع فقدمت فيه المؤلفة قراءة تحليلية للهوية الافتراضية للمرأة  الجزائرية والعوامل المؤثرة في تمثُّلها لذاتها عبر "فيسبوك"، بينما ركّز الفصل الخامس  على الاتجاهات المستقبلية لدراسة التمثُّل للذات عبر مواقع الشبكات الاجتماعية في ظل " المقترب الدرامي". وخلصت نومار إلى أن الأدوات المتاحة لتمثيل الذات في الفضاء الافتراضي طرحت  أسئلة تتعلق بطبيعة وجود المرأة العربية بعامة في هذه البيئة الرقمية، في محاولة لتشكيل  صورتها الجديدة ضمن السياقات الاجتماعية التي تتحكم في عرضها لذاتها، والتي لم  تتمكن المرأة من التحرر من قيودها بشكل فعلي، وكلما حاولت الابتعاد وجدت نفسها  تنساق مرة أخرى إلى هذه القيود فتعيد تشكيلها بنفسها، بحسب متطلبات البيئة الجديدة  والجمهور الجديد، حتى وإن كانت تختفي خلف اسم مستعار وصورة غير صورتها  الحقيقية.    ورأت المؤلفة في كتابها الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" أن نظرية الدراما  الاجتماعية بحاجة إلى إعادة نظر، من خلال تطبيقها في دراسة التمثُّل عبر مواقع  الشبكات الاجتماعية بالنظر إلى العديد من النقاط المرتبطة بها، ومنها إمكانات إفشاء  الذات، ومراقبة الذات. يُذكر أن د. مريم نريمان نومار حاصلة على شهادة الدكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا  الاتصال الحديثة. وهي أستاذة محاضرة في جامعة باتنة في الجزائر، وصدرت لها سابقًا  رواية بعنوان "حب من أول نقرة". /العمانية / 174