مسقط في 26 مارس /العُمانية/ تمكّنت المُبتكرتان ريّان بنت خميس الكلبانية ومودّة بنت سليمان الخيارية الطالبتان بجامعة السُّلطان قابوس من تطوير جهاز قياس ذكيّ للمياه يُواكب التطوُّرات التكنولوجية الحديثة في العالم ويمكن استخدامه في المنازل والمنشآت.
وقالت ريّان الكلبانية لوكالة الأنباء العُمانية إنّ هذا الابتكار صُمّم لتسجيل قراءات استهلاك المياه وعرضها في لوحة تحكم في موقع خاص قمنا بتصميمه تحت اسم "IoT Manager Oman"، حيث يتضمن لوحة التحكم يتمُّ من خلالها إظهار القراءات المسجلة بأشكال وجداول متعدّدة وبألوان متنوعة لتُسهل عملية مراقبة استهلاك المياه.
ووضّحت أنّ لوحة التحكم تقوم بتسجيل إحصاءات الاستهلاك اليومي للمياه مع الوقت والتاريخ وإظهارها في جدول مفصّل ويمكن من خلال لوحة القيادة فتح وإغلاق صمام المياه عن بُعد.
وذكرت أنّه تمّت تجربة إنشاء نظام خاص للحدّ من الاستهلاك المفرط لاستخدام المياه، فعند وصول استهلاك المياه اليومي لحدّ معين يتمُّ إرسال إنذارات إلى لوحة التحكم الخاصة بالمستخدم للتنبيه حيث تمّ ربط الجهاز بلوحة التحكم من خلال شبكة NB-IOT زودتنا بها الشركة العُمانية للاتصالات عُمانتل، وتمّ تطوير هذه البرمجة لتفعيل المشروع من خلال عِدّة مراحل وباستخدام العديد من خصائص الـ MQTT Message .
وأفادت بأنّ فترة العمل في المشروع استغرقت حوالي ٦ أشهر تقريبًا ومرّ بعدّة مراحل، وبمساعدة بعض خبراء شركة أريكسون قمنا بالبحث عن الخيارات والإصدارات المتوفرة من أجهزة قياس المياه في السوق.
وأضافت: عملنا على إنشاء خطة عمل واضحة للعمل في المشروع والبحث عن المشكلات التي يمكن أن يحلّها جهاز قياس المياه الذكي حتى وصلنا إلى إنشاء لوحة التحكم وتطوير البرمجة المطلوبة للمشروع.
وقالت مودة الخيارية إنّ أهمية المشروع تكمن في تسهيله عملية رصد استهلاك المياه للفرد والمنازل ومراقبة استخدام المياه حيث قمنا في مشروعنا بتطوير العديد من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن يحلّها هذا الجهاز.
وأضافت أنّ الجهاز الذكي يمكنهُ كذلك حلّ مشكلة تسرّب المياه فعند مراقبة ومقارنة قياسات استهلاك المياه يمكن التعرُّف على احتمالية وجود مشكلة تسرّب المياه.
وذكرت أنّ الجهاز يمكن استخدامه في الزراعة الذكية، حيث يمكن برمجته ليزود كل نوع معين من النباتات بالمنسوب الملائم لكمية المياه المطلوبة لري النبات ومن الممكن ربط الجهاز بالحساسات التي تقيس نسبة الرطوبة في التربة ومن ثم توفير المنسوب الملائم للمياه لرّي تلك النباتات.
وبينت أنّ العمل على هذا الابتكار ساعدنا في تطوير مهاراتنا في البرمجة وتوسيع نطاق تفكيرنا في بعض المشكلات الموجودة في بيئتنا، وإمكانية هذا الجهاز الذكي والقيام بحلّها إضافة إلى إيجاد آلية مناسبة لحلّ هدر المياه بناءً على الإحصاءات الرسمية الخاصة باستهلاك المياه في سلطنة عُمان ووضع الحدود الملائمة والمناسبة لتنفيذها حتى تتناسب مع استهلاك المياه في السلطنة.
وتسعى المبتكرتان ريّان بنت خميس الكلبانية ومودّة بنت سليمان الخيارية إلى تطوير الخصائص الموجودة في لوحة التحكم لتشمل ميزات أخرى تُسهّل عملية مراقبة استهلاك المياه والبحث عن التطبيقات الممكنة التي قد يسهم المشروع فيها وتوسيع نطاق المشكلات التي يسهم الجهاز في حلّها لتشمل مختلف مجالات الحياة اليومية التجارية والاقتصادية والتنموية والبيئية مُعربتين عن أملهما في أن يحظى هذا الابتكار بالدعم من الجهات ذات الاختصاص وتطويره وتطبيقه على أرض الواقع.
يُذكر أنّ هذا المشروع جاء نتاج برنامج تطبيقات إنترنت الأشياء أحد برامج مركز الامتياز لتقنيات الاتصالات المتقدمة وإنترنت الأشياء.
ويُعنى مركز الامتياز بتطبيقات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء، تمّ تأسيسه بالتعاون بين وزارة المالية من خلال برنامج الشراكة من أجل التنمية (الاوفست)، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والشركة العُمانية للاتصالات "عُمانتل"، وبالشراكة مع شركة أريكسون السويدية الرائدة في مجال توفير أنظمة توصيل البيانات والاتصال عن بُعد.
/العُمانية/ نشرة المحافظات
ياسر البلوشي