صلالة في 21 سبتمبر /العُمانية/ استقبلت محافظة ظفار اليوم موسم الربيع فلكيًّا أو كما يطلق عليه محليًّا "الصرب"، وتتأثر به الولايات الساحلية للمحافظة من ولاية ضلكوت غربًا إلى ولاية مرباط شرقًا، ويستمر إلى 21 ديسمبر من كل عام.
ويُعد موسم "الصرب" من أجمل المواسم الطبيعية في محافظة ظفار كونه يأتي بعد موسم الخريف الممطر، إذ تتغير أحوال الطقس من الأجواء الرطبة لموسم الخريف إلى جوٍ أكثر اعتدالًا، وتستعيد الطبيعة خضرتها ورونقها وتتفتح الورود والأزهار وتسطع الشمس فضلًا عن انخفاض نسبة الرطوبة وهدوء أمواج البحر، بالإضافة إلى روعة المناظر الطبيعية في الجبال والوديان والسهول وهبوب النسائم الباردة. ويؤثر موسم "الصرب" بشكل إيجابي على النشاط الاقتصادي في المحافظة نظرًا لزيادة تدفق الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة والفعاليات المتنوعة فيما تزدهر الأنشطة الاقتصادية لدى المزارعين والصيادين ومربي الماشية؛ نظرًا للحصاد الزراعي الموسمي في المناطق الجبلية والسهلية التي تعتمد على الأمطار الموسمية الخريفية، منها الذرة والفاصوليا المحلية والخيار، إلى جانب زيادة إنتاج العسل وتوفّر كميات كبيرة من الأسماك السطحية والقاعية ذات القيمة الغذائية العالية أبرزها: الشارخة، وسمك الكنعد، والسردين، والصافي، والشعري.
ويتميز موسم "الصرب" بالرعي الربيعي (خَطِيلُ الإبل)، الذي يبدأ سنويًّا في أواخر شهر سبتمبر، إذ يحرص ملّاك الإبل بجبال محافظة ظفار على نقل إبلهم في مجموعات من السهول أو مناطق خلف الجبال "القطن" إلى المراعي التي أُغلقت مع بداية موسم الخريف، مردّدين عددًا من الفنون التقليدية المغناة والأبيات الشعرية، تصاحبها بعض العادات الاجتماعية المتوارثة.
ولموسم الربيع /الصرب في محافظة ظفار خصائص مميزة مثل زيادة الإنتاج من اللحوم والعسل إلى جانب منتجات الألبان ومشتقاتها أبرزها الزبدة "القطميم"، والسمن المحلي "المشح" نتيجة وفرة المراعي الخضراء للماشية في السهول والهضاب والجبال.
ومن أبرز الوجهات السياحية في موسم الصرب بمحافظة ظفار، المناطق الجبلية التي تلقى إقبالاً كبيرًا من الزوار والسياح؛ نظرًا لطبيعتها الخلابة وأجوائها المعتدلة وسهولها الممتدة الواسعة، وانتشار الأشجار التي يقصدها المواطنون والمقيمون للاستظلال وقضاء أوقات جميلة بين أحضان الطبيعة الخلابة.
وفي إطار الترويج لموسم الصرب، نظمت وزارة التراث والسياحة في منتصف شهر سبتمبر الجاري بمحافظة ظفار جلسات مشتركة بين شركاء القطاع السياحي بسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية ضمن فعالية "مرحبًا ظفار" التي نظمتها الوزارة بمشاركة أكثر من 40 شركة سياحية و13 إعلاميًّا يمثلون المؤسسات الإعلامية في المملكة العربية السعودية.
كما نظمت الوزارة فعالية "مسار ظفار 2024" وهو ملتقى سياحي فوتوغرافي استضافت فيه مجموعة من المصورين المحترفين من سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي لإتاحة الفرصة لاستكشاف جمال ظفار الطبيعي خلال موسم الصرب بألوانه الزاهية وجمال مناظره الخلابة.
وستواصل وزارة التراث والسياحة تنظيم رحلات تعريفية لمكاتب سياحية ووفود إعلامية من مختلف الأسواق العالمية للتعريف بالمقومات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها المحافظة خلال موسم الصرب السياحي.
وتستعد الوزارة لإطلاق النسخة الثالثة من فعاليات موسم اللبان في شهر ديسمبر القادم لتنشيط الحركة السياحية والتعريف بمواقع أرض اللبان المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي "اليونسكو".
من جانبها تقوم بلدية ظفار في موسم الصرب لهذا العام، بتنظيم العديد من الفعاليات التي تستقطب الزوار والسياح من بينها بطولة بلدية ظفار "الرجل الحديدي 70.3”، وكذلك بطولة بلدية ظفار "نصف ماراثون صلالة" إلى جانب "بلدية ظفار She Runs" الطفل الحديدي".
وستقام هذه الفعاليات الرياضية على مدى أسبوعين في شهر أكتوبر المُقبل، حيث يتخلل كل حدث برنامجه الخاص الذي يستهدف فئات مختلفة ويخدم المجتمع بطرق متعددة. كما ستنظم البلدية في مطلع شهر أكتوبر المُقبل فعاليات مهرجان ظفار الدولي للمسرح بمشاركة فرق مسرحية محلية وعالمية في مجالات المسرح والفنون المختلفة.
/العُمانية/
مصعب العجيلي