المزيونة في 3 نوفمبر /العُمانية/ الأشجار والنسيج والخيوط، جميعها مواد يستخدمها عددٌ من الحرفيات بولاية المزيونة لصناعة الوعاء الذي يسمى محليًّا " جعلو "، والذي كان ولا زال يستخدم كوعاء يوضع داخله الحليب والماء، وهو من التراث القديم في بادية ولاية المزيونة.
وتعمل عددٌ من النساء في ولاية المزيونة في هذه الحرفة التقليدية، التي تصفها الحرفية شيخه بنت سعد الحريزي بالموروث الذي يحافظ على الهوية والتراث الذي تزخر به الولاية.
وتابعت: يصنع وعاء "جعلو" من المنسوجات الجلدية والأشجار حيث يتم ربطه بشكل محكم بخيوط الشجر؛ ليبقى ذو جودة عالية لسنوات، موضحةً أنّ هذا الوعاء كان يصنع قديمًا نظرًا لقلة الأدوات والأوعية المنزلية، بغرض استخدامه لوضع الحليب، والحفاظ على جودته لساعات وإضافة مذاق لذيذ كما هو معروف لدى سكان البوادي، ومازال هذا المنتج يصنع ويستخدم في وقتنا الحاضر.
من جانبها قالت الحرفية أحذليل بنت حريز زعبنوت: يعد هذا المنتج من الصناعات والمنتجات الحرفية التي تحتاج إلى المزيد من الدعم والتسويق؛ لتسهم في إيجاد مصدر دخل جيد، من خلال التدريب والتسويق لهذه الصناعات، لافتةً إلى أن عددًا من الحرفيات يقمن بتعليم هذه الحرفة لبناتهن حتى تظل مستمرة؛ حفاظًا على التراث.
وحول الدعم المقدم لهذه الصناعات قال سعيد بن مسلم جداد، رئيس مركز الأعمال والحاضنات بالمزيونة بالتكليف: إنّ هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ممثلة بإدارة تنمية المؤسسات بمحافظة ظفار حرصت على تطوير الصناعات الحرفية من خلال إقامة برامج تدريبية حرفية متطورة تعتمد على أساس التقنية الحديثة والابتكار، لافتًا إلى أنه يتم معادلة شهادات البرامج التدريبية الحرفية التي تصل مدتها من ثلاثة أسابيع فما فوق بمسمى "رائد عمل"؛ لكي يتمكن الحرفي من الحصول على التمويل المناسب لمشروعه.
وأضاف: تنفذ الهيئة حسب الخطة السنوية لها عدة مبادرات وفعاليات في مواسم مختلفة و تقوم بتنفيذها إدارة محافظة ظفار في مختلف ولايات المحافظة، من خلال فعاليات ومعارض تسويقية وترويجية لهذه الصناعات الحرفية إلى جانب مبادرات الهيئة بإشرافها بالشراكة والتعاون مع القطاعين العام والخاص؛ بهدف التسويق والترويج لهذه الصناعات، مشيرًا إلى أن الهيئة تتوجه في أعمالها القادمة إلى التحول الرقمي في هذه الصناعات الحرفية لإضافة مزيدٍ من التطور والإبداع.
وبيّن أن الدعم الحرفي يعد من أهم أعمال الهيئة من خلال تقديم الدعم للحرفيين المتقدمين والمستحقين وفق الشروط والضوابط التي وضعتها الهيئة لتضمن المسار الصحيح لتحقيق الديمومة والاستدامة لهذه الصناعات الحرفية.
/العُمانية/ نشرة المحافظات
صالح / محمد الحريزي