الأخبار

سوق نزوى الشرقي (الصنصرة).. حضور أثري يعود إلى 400 سنة
 سوق نزوى الشرقي (الصنصرة).. حضور أثري يعود إلى 400 سنة

نزوى في 26 أبريل /العمانية/ يعد السوق الشرقي (الصنصره) بولاية نزوى أحد أشهر الأسواق المحلية التقليدية في سلطنة عُمان، ولا يزال حاضرًا بوقعه التراثي والتقليدي وفنه المعماري القديم الذي تفوح منه رائحة التاريخ والتراث بماضيه الممتد عبر السنين.

ولا تزال الذاكرة الجمعية لأبناء محافظة الداخلية تحتفظ بالكثير من التفاصيل التي تتقاطع في أحداثها مع هذا السوق الأثري، وفي شأن تلك التفاصيل يتحدث الباحث محمد بن عبدالله السيفي قائلًا: يعود تاريخ السوق الشرقي والمتعارف عليه بالصنصرة إلى نهاية دولة اليعاربة وبداية الدولة البوسعيدية أي ما يقارب 400 سنة، كما أن كلمة "الصنصرة" فارسية الأصل.

وأضاف السيفي بأن أصل مكان السوق كان يستخدم في السابق كمرابط للخيول، ثم أصبح بيتًا للمال، إلى أن تحول بعد ذلك إلى سوق يتداول فيه البضائع المختلفة، مشيرًا إلى أن موارد السوق في السابق كانت تعتمد على عرض منتجات العُمانيين مثل (الحمضيات والتمور والسمن البلدي وأنواع البذور) والتجارة المتبادلة مع العاصمة مسقط (الفرضة)، كما يتم نقل المنتجات المحلية إلى مسقط، ويتم استيراد منتجات خارجية من مسقط كونها على اتصال مع الدول الأخرى عن طريق البحر مثل الهند والصين والدول المجاورة الأخرى. مبينًا أن كل التجار والباعة في هذا السوق عُمانيون على مر السنين.

وفي الإطار ذاته يقول هارون بن حمد العدوي أحد تجار السوق إن (الصنصرة) الذي يقع في جهة الشرق، يقابله سوق آخر يقع في الجهة الغربية ويسمى بـ (السوق الغربي).

وأوضح العدوي أن هذا السوق يعد كنزًا تراثيًّا، ففيه يتم بيع الأدوات التقليدية القديمة التي تستخدم على سبيل المثال لا الحصر في الزراعة بدءًا بأنواع البذور العُمانية والبهارات المختلفة مرورًا بالتوابل والتي من شأنها أن تجعل لهذا السوق طابعه وزبائنه، ويشير العدوي إلى أن السوق احتفظ بشكله وطرازه القديم وبأقواسه الجميلة وتشكيلاتها القديمة وبقي على طرازه منذ أمد بعيد.

من جانبه قال إبراهيم بن سعيد البطراني، أحد تجار (الصنصرة)، إن سوق نزوى القديم عمومًا يشهد حركة تجارية نشطة في الإجازات الرسمية والمواسم المتعاقبة والأعياد وشهر رمضان المبارك، كما أن السياح يتوافدون إليه بكثرة سواء كانوا من داخل سلطنة عُمان أوخارجها، مضيفًا أن أولئك السياح يستمتعون بزيارة هذا السوق وخاصة الأجانب لحبهم للأسواق التقليدية كونها تختلف في أنماطها عن المراكز التجارية الشهيرة ولما يجدونه من حفاوة في الاستقبال وطريقة عرض المشغولات التجارية إلى جانب اختلاطهم بالعُمانيين.

وذكر البطراني أنه قائم على هذه المهنة التي ورثها من والده لوجود زبائنه الدائمين الذين يشترون حاجاتهم باستمرار مثل السعفيات والعسل والمكسرات وبعض التوابل والأدوات الزراعية القديمة، مضيفًا أن للسوق بوابتين رئيسيتين تفتحان في فترتين، الأولى في الفترة الصباحية من الساعة 8 صباحًا وحتى الساعة 12 والنصف، أما الفترة الثانية فمن الساعة 4 عصرًا حتى قبل أذان صلاة العشاء، ولا تزال الذاكرة تحتفط بالكثير من المشاهد التي تدل على مكانته الاجتماعية والتراثية عند الآباء والأجداد منذ القدم وما زالت الأجيال تتعاقب عليه للحفاظ على أصالته وعراقته.

/العمانية/

خميس خاطر

تصوير: سالم الشكيلي