رام الله في 11 أغسطس/العمانية/ تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 39790 فلسطينيا وإصابة 91702 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم،17 فلسطينيا من الضّفة الغربية، بينهم أسرى سابقون، فيما أصيب مواطن فلسطيني بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العين غرب مدينة نابلس.
وأوضحت وكالة الأنباء و المعلومات الفلسطينية "وفا" نقلا عن بيان لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، أن عمليات الاعتقال توزعت في محافظات القدس، الخليل، جنين، قلقيلية، ونابلس، ورافقها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، موضحة أنه منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 10 آلاف مواطن من الضفة بما فيها القدس.
وفي سياق آخر، وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أوامر الإخلاء القسري في مناطق بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في الساعة الواحدة صباحاً.، بينما نسفت عددا من المنازل غرب مدينة رفح، جنوب القطاع.
وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان حي الجلاء المعروف بمدينة حمد شمال مدينة خان يونس بالإخلاء فورا، كما جدد مطالبته في أحياء جديدة في مركز مدينة خان يونس بإخلائها قسرا.
من جهة أخرى، قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، اليوم، إن الأيام القليلة الماضية شهدت نزوح أكثر من 75 ألف مواطن في جنوب غرب قطاع غزة.
وأوضح لازاريني في منشور على منصة "إكس" أن "النزوح الجماعي للشعب الفلسطيني لا يزال مستمرا بلا نهاية".
وأضاف "في الأيام القليلة الماضية فقط، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب غزة، وأصدرت السلطات الإسرائيلية، الليلة الماضية، أوامر إضافية لإجبار المزيد من الناس على النزوح مرات أخرى".
وبين مفوض الأونروا أن بعض النازحين "قادرون فقط على حمل أطفالهم معهم، وبعضهم يحملون لوازمهم كلها في حقيبة صغيرة واحدة".
وقال إن النازحين الجدد "ذاهبون إلى ملاجئ مكتظة بالعائلات، دون تحديد مكان معين، وأنهم فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء".
وواصلت طائرات ومدفعية الاحتلال، قصفها لبلدات وأحياء مدينة خان يونس، وتجاوز عدد النازحين من شرق ووسط خان يونس نحو 70 ألف مواطن، وقد قصفت طائرات الاحتلال مناطق القرارة والجلاء وخزاعة وبني سهيلا وأبراج حمد، ما أدى إلى تدمير مناطق واسعة بشكل كامل.
وتعد هذه المرة الثالثة خلال نحو أسبوع وسعت فيها قوات الاحتلال أوامر الإخلاء في مدينة خان يونس التي أعلنت، الجمعة، بدء عملية عسكرية فيها.
وفي القدس المحتلة، اقتحم مستعمرون اليوم، المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ عن شهود عيان، أن مستعمرين اقتحموا المسجد على شكل مجموعات، فيما حولت شرطة الاحتلال البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت مئات من عناصرها على مسافات متقاربة، خاصة عند بوابات المسجد الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية عند أبوابه وأبواب البلدة القديمة، وفرضت قيودا على دخول المصلين.
كما أصيب فلسطيني صباح اليوم، بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العين غرب مدينة نابلس.
وأفاد مصدر طبي في الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/، بأن فلسطينيا أصيب بالرصاص الحي في الفخذ خلال مواجهات في مخيم العين، وتم نقله إلى المستشفى، وآخر نتيجة سقوطه من علو خلال المواجهات.
من جهتها قالت مصادر أمنية ومحلية، إن قوات الاحتلال داهمت منازل عدة في المخيم ومحيطه وحي المعاجين، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين.
في السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال قرية برقة شمال غرب نابلس، وداهمت عددًا من المنازل، وعبثت بمحتوياتها، واعتدت بالضرب على أحد السكان هناك.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعدت خلال الأسابيع الأخيرة مداهماتها واقتحاماتها للقرى والبلدات الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، كما زادت وتيرة اعتقالاتها بحق النشطاء والشبان الفلسطينيين.
من جهة أخرى، بعثت فلسطين، اليوم، ثلاث رسائل متطابقة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، و رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرانسيس، ودولة سيراليون رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، بشأن المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في مدرسة التابعين بحي الدرج التي تؤوي نازحين، وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد ومئات الإصابات.
وقال رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في بيان: إنه لا يمكن للعالم أن يظل غير مبال بمثل هذه الوحشية واللاإنسانية، كما لا يمكن لمجلس الأمن أن يظل مشلولا في انتظار أن تقرر إسرائيل فجأة احترام القانون الدولي في الوقت الذي تواصل فيه الإعلان عن عدم احترامها لميثاق الأمم المتحدة أو قراراتها أو أي مبدأ من مبادئ القانون الدولي.
ودعا منصور، إلى ضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذه الجريمة الشنيعة وعلى كل جرائم الحرب الأخرى التي ارتكبها ولا تزال منذ أكثر من 300 يوم، وكذلك الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني على مدار سنوات الاحتلال غير القانوني واللاإنساني.
وأشار منصور إلى أن الساسة والقادة العسكريين الإسرائيليين يثبتون كل يوم، بالأقوال والأفعال، أنهم يفضلون الاستمرار في القتل وتدمير أي مظهر من مظاهر الحياة في غزة، وأنهم يفعلون ذلك بدعم سياسي ومادي من أولئك الذين يواصلون تبرير مثل هذا السلوك الوحشي غير القانوني والدفاع عنه، على الرغم من عدم وجود أي مبرر على الإطلاق لذبح الناس.
وأكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، ضرورة قيام مجلس الأمن والجمعية العامة وجميع الدول المحبة للسلام بالتحرك بشكل فوري لوقف هذه الدوامة من الإرهاب والموت والدمار التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ويحاول فرضها على المنطقة بأكملها، والتي تشكل تهديد خطير للسلام والأمن الدوليين.
وشدد منصور على ضرورة تحرك المجلس فورا للمطالبة بوقف إطلاق النار وفرضه لإنقاذ الأرواح البشرية، ووقف المذابح والتجويع والتشريد وتدمير شعب بأكمله، وإنقاذ ما تبقى من مصداقية الأمم المتحدة والنظام الدولي بأكمله.
وطالب، المجتمع الدولي بوقف هذا الجنون وهذه الوحشية واللا إنسانية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يقوم بدفع الثمن الأشد إيلاما لفشل المجتمع الدولي الصادم على إجبار الاحتلال الإسرائيلي احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، مطالبا بضرورة وقف هذه الإبادة الجماعية الإسرائيلية للشعب الفلسطيني، وهذا الاحتلال غير القانوني وغير الأخلاقي والإجرامي.
كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنه يجب حماية المدارس والملاجئ، ويجب أن يتوقف العنف ضد الأطفال في قطاع غزة.
جاء هذا التصريح في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة فجر أمس وذلك بعد قصف طيران الاحتلال الحربي مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 مواطن وإصابة المئات.
وقالت اليونسيف، عبر صفحتها على منصة / إكس/، "إن تقارير مروعة وردت عن هجوم على مدرسة في غزة تؤوي نازحين، وأنباء عن مقتل وإصابة أطفال في مكان اعتقدوا أنه آمن".
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) قد أكدت في شهر يونيو الماضي أن قتل الأطفال في غزة والدمار في القطاع لن يجلبا السلام للأطفال أو المنطقة، مشددة على أن وقف إطلاق النار هو الحل الوحيد.
/العمانية/
أسماء / عبدالناصر العبري