بيروت في 23 سبتمبر /العُمانية/ تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية على عدة مناطق من جنوب وشرق لبنان، التي خلفت أكثر من 38 شهيدًا وعشرات المصابين، في آخر إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية، مع تواصل أعمال الأنقاض .
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي نفذ اليوم أكثر من ثمانين غارة جوية طالت مناطق وأودية في جنوب لبنان، وغارات على سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية أدى إلى وفاة شخص وإصابة آخرين .
كما شن الطيران الإسرائيلي غارات عدة على البقاع الشمالي، وجرود الهرمل، وجبل صافي في البقاع الغربي، شرقي لبنان، وعلى مناطق شرق صور، بالإضافة إلى غارة على مجرى نهر الليطاني عند أطراف الدلافة، وعلى المناطق الحرجية في المنطقة الحدودية والبقاع الغربي شرقي لبنان، مع استمرار الطيران الاستطلاعي على عدة أماكن من الأراضي اللبنانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن الجيش بدأ في تنفيذ ضربات جديدة على مواقع لجماعة حزب الله في لبنان اليوم بعد معلومات تفيد بنوايا لمهاجمة إسرائيل، مضيفًا أن الجيش وجّه رسالة إلى سكان جنوب لبنان للابتعاد عن مواقع حزب الله.
وردًّا على سؤال من الصحفيين حول توغل بري إسرائيلي محتمل في لبنان، قال هاجاري "سنفعل كل ما هو مطلوب" من أجل إعادة السكان الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان.
وقال وزير الصحة، في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور فراس الأبيض أن "موقف الحكومة اللبنانية كان واضحًا عندما طلبت انعقاد مجلس الأمن، وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بواجباته لردع هذا العدو عن القيام باستهداف المدنيين"، معتبرًا أن"أفضل طريقة لكي نتجنب سقوط المزيد من الضحايا هو وقف فوري لإطلاق النار من غزة".
وفي نفس السياق، ردًّا على الغارات الإسرائيلية، قصف حزب الله عدة مناطق إسرائيلية من حيفا إلى الحدود اللبنانية أدت إلى إصابة عدد من الجنود وتضرر العديد من المنازل والسيارات وإجلاء المئات من السكان وإغلاق الشواطئ في كريات وبياليك وغيرها.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام عن الوزير والنائب السابق ميشال فرعون قوله على منصة "إكس": "يسقط شهداءٌ بالمئات، ومعهم شهداء أحياء، ويدفع لبنان مجدّدًا وحده ثمن عدم تنفيذ طلب عربي وعالمي جامع، بوقف إطلاق النار في غزة، دون أن يؤثّر أو يشاركه أحد الثمن إلّا شعب غزّة. ألا كان يستاهل استعادة هذا المشهد القديم والمخاطرة ببلدنا وشعبنا الحدّ الأدنى من التّشاور؟ ".
ومن جهة أخرى ناقش وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع نظيره المصري بدر عبد العاطي "التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط بخاصة ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية، واستمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة".
وأدان الوزيران في بيان مشترك بعد لقاء على هامش أعمال الشقّ رفيع المستوى للدورة الـ ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة، "العدوان على الأراضي اللبنانية"، ودعا الوزيران إلى "احترام سيادة لبنان وسلامته"، وأكّدا على "ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات ذات الصلة؛ بخاصة اتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الإضافية، بما يوفر للمدنيين الحماية التي تكفُلها المواثيق الدولية من تبعات العدوان الذي تشنه إسرائيل"، وشددوا على أن "لا سبيل لحل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط إلا من خلال تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان واللجوء إلى السبل السلمية لوقف التصعيد وحل المسائل العالقة بين إسرائيل ولبنان .
/العُمانية/
هيثم الربيعي