الأخبار

انطلاق مؤتمر ميونخ للأمن ومناقشة قضايا ساخنة
انطلاق مؤتمر ميونخ للأمن ومناقشة قضايا ساخنة

ميونخ في 14 فبراير / العُمانية / عبّر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، اليوم، عن رفضه لكلمة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس حول مفاوضات السلام في أوكرانيا، مشددًا على أن استبعاد الاتحاد الأوروبي من هذه المحادثات سيؤثر على علاقة واشنطن مع حلفائها الأوروبيين.

وعلّق بوريس بيستوريوس أنه سيكون من الصعب على أوروبا الاستعاضة سريعًا عن القوات الأمريكية المنتشرة في القارة، في ظل الحديث عن احتمال خفض واشنطن عدد قواتها.

وقال بيستوريوس على هامش مؤتمر ميونخ للأمن اليوم: «سيتعين علينا التعويض عما سيحدّ منه الأمريكيون في أوروبا... لكن لا يمكن أن يتم ذلك بين ليلة وضحاها».

من جانبه، أشار نائب الرئيس الأمريكي "جيه دي فانس" إلى إمكانية "تحقيق تسوية معقولة بين أوكرانيا وروسيا"، وأكد أن الإدارة الأمريكية لديها العديد من المخاوف بشأن الأمن الأوروبي. واعتبر أن "توجه الدول الأوروبية نحو زيادة إنفاقها العسكري أمر رائع"، وقدّم "فانس" مجموعة من الطلبات لأوروبا تضمنت دعوة لاتخاذ "قرارات صعبة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية"، واعتماد "العملية الديمقراطية لحل المشاكل التي تواجهونها"، بالإضافة إلى انتقاده لـ"تراجع حرية التعبير في بعض الدول الأوروبية"، وحث المسؤولين الأوروبيين على وقف الهجرة غير النظامية.

وانطلقت أعمال الدورة الـ61 لمؤتمر ميونخ للأمن اليوم، وشهدت الجلسة الافتتاحية توجيه رسائل أوروبية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في حين بدا نائبه "جيه دي فانس" كأنه يوجه "دروسًا" لأوروبا، مطالبًا إياها بتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها.

ومن جهتها أكدت "أورسولا فون دير لاين" رئيسة المفوضية الأوروبية في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، على وقوف أوروبا إلى جانب أوكرانيا "لتحقيق سلام عادل ودائم مع ضمانات أمنية قوية"، وتعهدت بالعمل على تسريع انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن "مستقبل أوكرانيا مع الأسرة الأوروبية".

وطالبت "دير لاين" الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بأن يثبت أنه "تخلى عن طموحاته بتدمير أوكرانيا".وحذرت المسؤولة الأوروبية من الدخول في "سباق عالمي بحرب الرسوم الجمركية"، في إشارة إلى خطط الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لفرض الرسوم، مؤكدة أن استهداف أوروبا بالرسوم "لن يمر مرور الكرام"، وتعهدت بالرد بالمثل.

من جانب آخر، أكد معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال نفس المؤتمر أن المنطقة والعالم يشهدان تطورات تؤثر بشكل كبير على الأمن والاستقرار، مما يستوجب على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لمناقشة القضايا الأمنية والعمل الجاد لتحقيق الأمن والسلم الدوليين.وأشار إلى أن دول مجلس التعاون تسعى دائمًا لتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي، معتبرًا أن "مصداقيتها" عززت دورها كوسيط موثوق في العديد من الملفات والقضايا العالمية.

ويستعرض مؤتمر ميونخ للأمن عددًا من القضايا، بينها الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر في الشرق الأوسط، والإنفاق الدفاعي، كما يركز على العلاقات بين الغرب والصين، وتوترات التجارة العالمية، والصراعات في السودان والكونغو، وأزمات المناخ، والأمن الغذائي والطاقة، والذكاء الاصطناعي وتنظيم التكنولوجيا.

ويشهد المؤتمر نحو 350 جلسة تتعلق بزيادة الإنفاق الدفاعي في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والحوكمة العالمية، والأمن العالمي، والمرونة الديمقراطية، والمناخ، بمشاركة حوالي خمسين من رؤساء الدول والحكومات، إضافة إلى 150 وزيرًا وممثلين عن أبرز المنظمات الدولية.

وبحسب المنظمين، سيشارك حوالي 800 مشارك، من قادة الرأي والخبراء في مختلف مجالات الأمن، لمناقشة القضايا المرتبطة بالسياسة الأمنية.كما يستضيف المؤتمر - إلى جانب البرنامج الرئيسي - حوالي 200 فعالية موازية تنظمها مؤسسات عامة وخاصة، إلى جانب عشرات الفعاليات التوعوية المفتوحة للجمهور.

وستتميز دورة 2025 بتسليم رئاسة مؤتمر ميونخ للأمن إلى ينس ستولتنبرغ، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

/ العمانية /

هيثم الربيعي