مشتركينا الكرام.. إليكم النشرة الثقافية لوكالة الأنباء العُمانية لهذا الأسبوع:
مكتبة جامع السيد طارق بن تيمور.. ثراء معرفي وتنوع زاخر بصنوف العلم (النشرة الثقافية)
مسقط في 15 نوفمبر /العمانية/ عملت سلطنة عُمان ممثلة في مؤسساتها المعنية بالثقافة ومنذ بزوغ إشراقات النهضة المباركة، على تأسيس المنارات العلمية والفكرية التي تعمل على مواكبة العلم والمعرفة وسُبُل الابتكار المتجددة التي يشهدها العالم في كل حين، في حين شهدت نهضة عُمان الحديثة نقلة نوعية في إبراز الكاتب والمفكّر العُماني وإسهاماته المعرفية في نشر العلوم والمعارف وعملت على توثيق أعماله وإيصالها لأقطار العالم كافة من خلال المؤتمرات والبرامج الأدبية المتعددة، إضافة إلى تأسيس المرافق العلمية والمعرفية لتكون مُعينًا له في طريق العلم والمعرفة.
وهذا ما تؤكد عليه نهضة سلطنة عُمان المتجددة في نهجها الرامي لمواكبة التطوُّرات الفكرية والمعرفية وما يشهده العالم من تقدُّم في شتى المجالات المتعلقة بالمعارف الإنسانية وأن "رؤية عُمان 2040" أسهمت بشكل فاعل في التطوير المعرفي والاهتمام بالواقع الفكري والإنساني والثقافي.
في سلطنة عُمان هناك العديد من المرافق الثقافية النوعية، والتي تشكّل منارات علم تتعدد رؤاها وأفكارها، ومن بين تلك المرافق "مكتبة جامع السيد طارق بن تيمور" فهي مكتبة عامة تقع ضمن مرافق جامع السيد طارق بن تيمور بولاية السيب في الخوض، وهي إحدى المكتبات التي يُشرف عليها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم التي تُضيف إلى المكتبات العُمانية ذلك الرصيد المعرفي والفكري المتنوع، وتهدف إلى نشر الثقافة والوعي المعلوماتي بين أفراد المجتمع العُماني بجميع فئاته وتوفير البيئة الملائمة للباحثين وطلبة العلم.
وتزامن افتتاح المكتبة مع افتتاح جامع السيد طارق بن تيمور في الحادي عشر من شعبان 1412 هجرية الموافق الخامس عشر من فبراير 1992 ميلادية، وأُعيد توسيعها لتُفتتح مع اكتمال أعمال التوسعة والإضافات اللاحقة بالجامع في غرة رمضان 1424 هجرية الموافق السابع والعشرين من أكتوبر 2003 ميلادية.
وسيجد الزائر لجامع السيد طارق بن تيمور أنّ هذه المكتبة ذات التنوع المعرفي تقع على يسار الجامع بالرّواق الجنوبي للجامع، وتضم المكتبة بين جنباتها مجموعة ثرية من الكتب القيّمة في مختلف صنوف المعرفة ما يزيد على 7520 عنوانًا موزعة على 10944 وعاءً معرفيًا، وتم اتباع تصنيف "ديوي العشري" لتنظيم مصادر المعلومات إلى عشرة أقسام موضوعية، وهي: المعارف العامة والفلسفة وعلم النفس والديانات والعلوم الاجتماعية واللغات والعلوم الطبيعية (الرياضيات، والفلك، والفيزياء، والكيمياء، والجيولوجيا، وعلم الحفريات، وعلم الحياة، وعلوم النبات، وعلوم الحيوان) والعلوم التطبيقية (الطب، والهندسة، والزراعة، وإدارة الأعمال، والاقتصاد المنزلي، والهندسة الكيميائية التطبيقية، والصناعات، والمباني)، وقسم الفنون الجميلة (فن المناطق المدنية والخلوية، والعمارة، والفنون التشكيلية، والرسم والديكور، والتصميم والطباعة، والتصوير، والموسيقى، والفنون الترويحية والمسرحية والرياضية)، والآداب، والتاريخ، والجغرافيا بمختلف القارات.
ويشكّل قسم الديانات أكثر الأقسام من حيث عدد عناوين الكتب بواقع 2705 عناوين ثم قسم التاريخ والجغرافيا والتراجم بواقع 993 عنوانًا ثم العلوم الاجتماعية بواقع 978 عنوانًا وآلاف العناوين في بقية الأقسام الموضوعية الأخرى باللُّغتين العربية والإنجليزية، وذلك بما يتناسب مع فئات المرتادين والباحثين وطلبة العلم التي تلامس تطلعاتهم واحتياجاتهم، كما تحوي المكتبة العديد من الكتب المرجعية تتنوع بين دوائر المعارف والموسوعات والقواميس، والعديد من الرسائل العلمية التي تصل أغلبها عن طريق الإهداء من الباحثين أنفسهم.
والزائر للمكتبة سيجد أنها تزخر بكنوز معرفية ورصيد ثري من أمهات الكتب في مختلف صنوف المعرفة والعديد من تفاسير القرآن كظلال القرآن، وتيسير التفسير، وتفسير الطبري، وتفسير البحر المحيط، والدر المنثور، ونظم الدرر، وتفسير المنابر، ومجمع البيان، والباب في علوم الكتاب، والجامع لأحكام القرآن.
كما تزخر بمصادر متنوعة في علوم الحديث كالسنن الكبرى وسنن دار قطني، وسنن الترمذي، وعمدة القارئ، وسنن النسائي وسنن ابن ماجه وتحفة الأحوذي وصحيح مسلم وصحيح البخاري وسنن أبي داود وشروحاتها وغيرها الكثير، كما يميز رصيد المكتبة المعرفي احتواؤها على أمهات الكتب في الفقه والعقيدة بالإضافة إلى مصنفات اللغة والمعاجم والقواميس اللغوية، ومئات المصنفات الأدبية النثرية والدواوين الشعرية القديمة والحديثة وشروحاتها التي تزخر بها المكتبة.
ويمكن للباحث في علوم التاريخ والتراجم والجغرافيا أن يجد مبتغاه المعرفي من المكتبة لما تحتويه من مصادر ومصنفات تاريخية وجغرافية من أمهات الكتب، وتشكل المصادر التاريخية لسلطنة عُمان حيزًا واسعًا من هذا القسم إيمانًا بأهمية غرس الثقافة التاريخية للوطن والحفاظ على إرثه في عقول الناشئة وإشباع رغبات طلبة العلم والباحثين في تاريخ سلطنة عُمان الضارب في القِدم.
وتقدّم المكتبة خدمات متنوعة للباحثين عن المعرفة والدارسين والراغبين في قضاء أوقات القراءة بين جنباتها بما في ذلك الخدمة المرجعية، وتتمثل في الرد على استفسارات المستفيدين سواء بالحضور الشخصي أو الاتصال بالهاتف، بالإضافة إلى المطالعة الداخلية حيث توجد مساحات مهيّأة للقراءة والاطلاع، وخدمة الحاسب الآلي، والإنترنت السلكية واللاسلكية للاستخدام العام للمستفيدين، وخدمة الطباعة والنسخ بما لا يتعارض وحقوق الملكية الفكرية، وخدمات التدريب والتعليم التي تشمل تدريب المستفيدين على استخدام المكتبة والبحث في الفهرس وطريقة تنظيم الكتب، وكيفية الوصول إلى الكتاب على الرف، وطريقة استخدام آلة التصوير، وتقوم المكتبة بتدريب طلبة تخصص دراسات المعلومات بجامعة السلطان قابوس، كما استقبلت المكتبة العديد من الزيارات الجماعية لطلبة المدارس للاطلاع على مرافق المكتبة.
الجديرُ بالذكر أنّ المكتبة التي تفتح أبوابها للزوّار يوميًا من الرابعة إلى التاسعة مساءً، يقصدها الباحثون والطلبة من مختلف الفئات العمرية والاهتمامات المعرفية إمّا للاستفادة ممّا تقدمه من المصادر والخدمات المعلوماتية الأخرى التي يحتاجها الباحث والدارس، وإمّا للاستفادة من جوّ المكتبة الهادئ والمشجّع على المطالعة والاستذكار.
/العمانية/
خ م ي س