الأخبار

سلطنة عُمان تُشارك لأول مرة في النسخة الـ 59 من بينالي البندقية الدولي للفنون

مسقط في أول ديسمبر /العمانية/ تشارك سلطنة عُمان بجناحها الوطني ولأول مرة في معرض البندقية الدولي للفنون التاسع والخمسين الذي سيقام من 22 أبريل إلى 27 نوفمبر القادمين.

وتهدف سلطنة عُمان من المشاركة في بينالي البندقية، وسلسلة من البرامج الوطنية المصاحبة، إلى التعريف بالثقافة العُمانية على الصعيدين المحلي والعالمي.

ويجمع المعرض الافتتاحي أعمالا مختارة لثلاثة أجيال من الفنانين العمانيين الذين يمتد نشاطهم لخمسة عقود من الفن البصري الحديث والمعاصر في سلطنة عُمان.

وسيقدم المعرض من خلال استكشاف الحوار الديناميكي والمتوارث بين الأجيال للحركة الفنية العُمانية على مدى الخمسين عاما الماضية، نموذجا عن اتساع تاريخ عُمان الثقافي وتقاليدها الفريدة في الفنون البصرية على نطاق عالمي.

ويمثل الفنانون المشاركون نموذجا لمسار ممتد من التأثير في الفن العُماني خلال الخمسين عامًا الماضية وحتى اليوم من بينهم: أنور سونيا والفنان حسن مير والفنانة بدور الريامية وراديكا كيمجي والفنانة الراحلة رية الرواحية.

وقال صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب: "إنه لمن دواعي سرورنا أن تُشارك سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب وللمرة الأولى في بينالي البندقية الدولي للفنون في دورته التاسعة والخمسين وهو أحد أعرق المهرجانات الفنية العالمية من خلال جناح وطني لسلطنة عُمان".

وأضاف سموه: "هذه المشاركة تأتي تأكيدًا منا على أهمية الفنون في تشكيل الوعي الثقافي والتواصل الحضاري والفكري بين الشعوب والمجتمعات".

من جانبه قال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، المفوض العام لجناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون: "إن مشاركة سلطنة عُمان في البينالي تأتي لمكانته المرموقة على الخريطة الثقافية العالمية وأهميته في دعم الإنتاجات الفنية وتعزيز ودعم المبادرات والخبرات الفنية المتبادلة، وهو من أهم الفعاليات الدوليّة المعنيّة بشؤون الفنون المعاصرة".

وأضاف سعادته أن جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون يقدّم نموذجا عن الحركة الثقافية والفنانين في سلطنة عُمان عبر ثلاثة أجيال تركوا بصمة في الفن المعاصر.

وأشار سعادته إلى أنه "من خلال أولى المشاركات في بينالي البندقية الدولي للفنون فإننا نطمح لتحقيق رؤية الوزارة لتكون سلطنة عُمان وجهة ثقافية رائدة على الخريطة الثقافية الدولية، والسعي إلى تأكيد التوازن القائم بين الثقافة المحلية والاندماج والانفتاح الخارجي وتمكين وتعزيز الإنتاج الثقافي المبني على التجديد والإبداع والابتكار".

وقال سعادته: "تزامنا مع مشاركة سلطنة عُمان في هذا الحدث سيتم الإعلان عن برامج تدريبية للبينالي وسيكون البرنامج متاحا للشباب العُمانيين المهتمين بالشراكة مع المؤسسات التعليمية، وستوفر لهم هذه الفعالية فسحةً للمشاركة في الحوار مع الفنّانين والمتدرّبين الدوليين، وتبادل الخبرات وتطوير المعلومات لديهم وستزودهم بمعرفة عميقة حول تاريخ الفن العُماني، ومن المقرر أن تعمل هذه النخبة المختارة من المتدربين جنبا إلى جنب مع الفنانين المشاركين في الجناح العماني".

ويعد المعرض أحد أهم المهرجانات الثقافية الفنية العالمية التي تقوم بدور فاعل في تحقيق الكثير من المكاسب الثقافية، حيث تشارك مختلف دول العالم فيه من خلال الأجنحة الدائمة التي أنشأتها، أو التي تقام حول المدينة في مختلف الأماكن الفنية والمتاحف والمعارض.

وتتطلع وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى أن تكون مشاركة سلطنة عُمان في المعرض نوعية تعزز مكانتها الثقافية وتعكس توجهاتها المستقبلية لتحقيق الرؤية المستقبلية "رؤية عُمان 2040" في المجال الثقافي على الصعيدين المحلي والدولي.

وتأتي المشاركة أيضًا في إطار البرامج الاستراتيجية التي تعزز التواصل الخارجي لسلطنة عُمان وتخدم أولويات "رؤية عُمان 2040" والاستراتيجية الثقافية في محاورها المتمثلة في تبادل الخبرات على الصعيد الخارجي في المجال الثقافي وتعزيز التواصل والحوار الثقافي مع دول العالم واستثمار التنوع الثقافي باعتباره وسيلة للترويج والتعريف بسلطنة عُمان وتحقيق الشراكة والتكامل مع المؤسسات المحلية والدولية في المجالات الثقافية وإبراز دور السلطنة في خارطة الثقافة العالمية ونشر الوعي والمعرفة بالهوية الثقافية العُمانية محليًّا وخارجيًّا.

وفي هذا الصدد قالت الدكتورة عائشة ستوبي: إن كل فنان من الفنانين الخمسة الذين تم اختيارهم لتمثيل سلطنة عُمان في المعرض الفني الدولي التاسع والخمسين في بينالي البندقية قدم إسهامات كبيرة ومتميزة لمجتمعه ونشط حركة الفن المعاصر في سلطنة عُمان على مدى السنوات الخمسين الماضية وألهم جيلا جديدا.

وأضافت أن مشاركة الفنانين في معرض البندقية وفي البرنامج التدريبي والمشاركة المجتمعية في سلطنة عُمان مع فرص للجيل الشاب لتجربة العالم الأوسع للفن المعاصر في البندقية ستقوم بدور مهم في تنمية مستقبل الفن العُماني المعاصر.

وتعد مشاركة سلطنة عُمان في بينالي البندقية –إيطاليا من الفرص الثقافية المهمة لإبراز التاريخ العُماني، ومن المتوقع أن يحظى المهرجان بتغطية إعلامية عالية في أنحاء العالم.

ويبلغ عدد الزائرين في المهرجان سنويا من 600 ألف إلى مليون زائر من جميع أنحاء العالم، فيما تبلغ عدد مشاهدات الموقع الإلكتروني للمهرجان 10 ملايين مشاهدة والتغطية الإعلامية نحو /8100/ جهة إعلامية دولية ووكالات الصحافة الدولية /5450/.

ويقدم هذا الحدث الدولي منصة عالمية فريدة لسلطنة عُمان لجلب الفنانين التشكيليين العُمانيين المعاصرين إلى معرض الفن العالمي والانخراط في حوار فني متبادل بين الأجنحة الوطنية الأخرى مع عرض عُماني متميّز.

وتقدّم سلطنة عُمان عرضًا ديناميكيًّا متعدد الوسائط لنخبة من الفنانين التشكيليين العُمانيين وسيتم الإعلان عن برامج تدريبية قبل وأثناء معرض البينالي وسيكون البرنامج مفتوحًا للشباب العُمانيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق وممن لديهم الاهتمام بالفنون المرئية والتاريخ والعلاقات الدولية أو تمثيل عُمان في الساحة العالمية.

وسيبدأ البرنامج التدريبي في محافظة مسقط بالشراكة مع مؤسسات تعليمية محلية، ستمكن المتدربين من التعامل مع مجموعة واسعة من الجماهير وستزودهم بمعرفة عميقة في تاريخ الفن العُماني.

كما سيتم توثيق المشاركة في هذا الحدث في سياق أوسع كالطباعة والنشر عن تاريخ الفن المرئي في سلطنة عُمان للاستفادة الأكاديمية والمهتمين في مجال الفن.

وبعد انتهاء موسم بينالي البندقية هناك خطة لإحضار المعرض إلى سلطنة عُمان وإعداد برنامج موازٍ يعزز الاستفادة من هذه المشاركة التاريخية محليا.

الجدير بالذكر أن أنور سونيا يعد رائدا في الفن العُماني الحديث منذ سبعينيات القرن الماضي وأحد مؤسسي استوديو الشباب وهو مؤسسة تعليمية مهمة للعديد من الفنانين العُمانيين مستوحى في المقام الأول من التراث العُماني، ويصوّر المناظر الطبيعية في عُمان، والنساء البدويات، ومجموعة من الموضوعات المعاصرة.

وكانت قوته الدافعة هي التاريخ الغني لبلاده، وهو معروف بقوله إن "الماضي مهم في بناء الهوية وتشكيل المستقبل"، كما استلهم أسلوب الواقعية الأيقوني في فنه الذي تطوَّر على مدى العقود الخمسة الماضية من المشهد العُماني وبعض مشاهد الحياة اليومية الشعبية في عُمان.

وفاز أنور سونيا بالعديد من الجوائز في سلطنة عُمان، بما في ذلك جائزة Gulf Co-operation Council (GCC) لهذا العام لإسهامه الإقليمي في القطاع الإبداعي، وجائزة جلالة الملك لعام 1993 في الخدمة المدنية وجائزة أفضل فنان في الإمارات العربية المتحدة لمشاركته الدولية.

وقد ابتكر مجموعة من الأعمال التجريبية مع مجموعة سيركل – وهي مجموعة فنية إعلامية رائدة أنشأها حسن مير – ويواصل رسم صوره المتميزة للمناظر الطبيعية والصور العُمانية.

ويتأثر معظم الفنانين العُمانيين الشباب بأسلوبه في الرسم، مما يجعله الفنان الرائد في سلطنة عُمان واكتسب سمعة طيبة باعتباره "عرَّاب" الفن الحديث، سواء في مسقط أو في جميع أنحاء المنطقة.

أما حسن مير فحصل على العديد من الجوائز وهو واحد من أشهر الفنانين العُمانيين على الصعيد الدولي، نشأ في مسقط ثم أكمل درجة البكالوريوس والماجستير في الفنون الجميلة من كلية سافانا للفنون والتصميم، جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكية.

وأثناء وجوده في الخارج بدأ تطوير نشاطه في كل من فن الرسم والفيديو، وهو أحد الفنانين الذين أشرف عليهم أنور سونيا عن كثب خلال الفترة التي قضاها في استوديو الشباب. ولدى عودته إلى مسقط شكّل مجموعة فنية تُعرف باسم "الدائرة" مع مجموعة من أقرانه الرواد ونظّم أول معرض للدائرة في أواخر التسعينيات.

واكتسبت الدائرة متابعة واسعة والوصول إلى ما وراء مسقط، وتضم الآن فنانين ومتعاونين في بقية دول الخليج وباكستان ولبنان وجنوب إفريقيا والنمسا واليابان والمغرب وألمانيا.

واشتهر مير بأنشطته المتنوعة في مجال الوسائط المتعددة التي أنتجها على نطاق واسع وقدمها محليا ودوليا، وكثيرا ما يستخدم منشآت الفيديو وسلسلة الصور، مع التركيز على الروايات المحلية في تاريخ عُمان، واهتمام خاص بالتاريخ الثقافي.

أما بدور الريامية فهي فنانة عُمانية متعددة الوسائط فازت بالجائزة الكبرى في بينالي الفن الآسيوي الثالث عشر في عام 2008 من خلال عملها المبتكر تركيب فيديو بعنوان "ذروة الحرق" وكان واحدا من الأعمال الفنية القليلة جدًا التي تستخدم التقنيات الحديثة المعروضة في هذا الحدث.

كما شاركت الريامية في معارض الدائرة في 2005 و2007 وهي تعمل في مجموعة من الوسائط مثل الرسم والنحت ولكنها تركز حاليا على التصوير الفوتوغرافي وتركيب الفيديو وكانت تلميذة أخرى لسونيا ومعاصرة لحسن مير.

وراديكا كيمجي فنانة مشهورة عالميا مهتمة بالمنسوجات والبناء والروايات الشخصية، وكلها مستوحاة بعمق من وطنها عُمان وغالبا ما يتعامل عملها مع المشهد في عُمان.

كما كانت عضوا في مجموعة سيركل الرائدة، إلى جانب أقرانها من الفنانين في مسقط، وأكملت دراستها البكالوريوس في مدرسة سليد للفنون الجميلة، ومضت لإكمال درجة الماجستير في تاريخ الفن في كلية لندن الجامعية وماجستير إضافي في الأكاديمية الملكية للفنون، وعرضت مزيجها الفريد من وسائل الإعلام على الصعيد الدولي.

كما عرضت راديكا كيمجي بالخارج في مجموعة من المعارض الدولية الكبرى بما في ذلك بينالي مراكش 2015 في المغرب وبينالي غيتو في بورت أو برنس، هاييتي.

وإذا نظرنا إلى سونيا ومير والريامية وكيمجي على أنهم الأجيال الأولى من الفنانين العمانيين، فإن أحد قادة الجيل الحالي كانت فنانة تركيب الصوت المغفور لها بإذن الله تعالى رية الرواحية التي تأتي تأثيراتها من العديد من المصادر، بدءا من الفلسفة إلى الطب، وتم منح تركيبها الصوتي لعام 2015 الجائزة الأولى لجائزة ستال غاليري الافتتاحية للفنان الناشئ الشاب.

وفي إحدى المناسبات وصفت الرواحية نشاطاتها بأنها "أصوات وأشياء تستخدم لتمثيل رحلة من التلقين إلى الشك إلى التنوير" ويتكون عملها بشكل رئيس من توثيق وإعادة وضع الأشياء اليومية مصحوبة بالموسيقى التصويرية ويخص اهتمامها.

/العمانية/

ع م ر

أخبار ذات صلة ..