الأخبار

الموسيقى الشعبية.. تراث أصيل يعكس هوية تركيا وتاريخها
الموسيقى الشعبية.. تراث أصيل يعكس هوية تركيا وتاريخها

اسطنبول، في 21مارس/العمانية/ تعدّ الموسيقى الشعبية جزءا مهما في التراث التركي وتلعب دورا كبيرا في الاحتفالات التقليدية وبعض الإيقاعات الفنية.

وتعكس الفنون الشعبية التنوع الثقافي والاجتماعي للفرد والجماعة، لكونها مرتبطة بعادات وتقاليد وقيم تعبّر عن المناسبات والأحداث الاجتماعية على اختلافها.

وأصبحت الموسيقى الشعبية من أنواع الموسيقى الأكثر جماهيرية في تركيا خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لكونها سماعية مشتركة ومتشعّبة المصادر انتقلت عبر الأجيال وتداولتها الألسن على مر العصور.

وساعد في انتشار الموسيقى الشعبية، البثُّ الإذاعي والتلفزيوني وفرق الإنشاد الجماعي للموسيقى الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة، والتي أدت دورًا كبيرًا في إيصال هذه الموسيقى لشرائح واسعة من المجتمع.

وتأسست أولى هذه الفرق في أنقرة عام 1986 ثم توالى تأسيسها في ولايتي "سيواس" و"شانلي أورفا" ثم في بقية الولايات والمدن، وأسهمت جميعها في تطوير الموسيقى الشعبية وإحيائها من خلال التلحين والأداءوالغناء معإضفاء التعددية الصوتية إليها.

ويؤكد الأستاذ في جامعة معمار سنان للموسيقى والفنون الشعبية حسن عرفان في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن الموسيقى الشعبية "جزء مهم من التعليم في تركيا". ويشير إلى أنالمدارس الثانوية تقدم دروسا في الغناء معظمها في الكورال، وأنالطلبة يدرسون كيفية التعامل مع الآلات الموسيقية في النوادي الاجتماعية والمجتمعات المحلية للموسيقى التركية أو الموسيقى الشعبية.

وأضاف: "تتقاطع الموسيقى التركية مع مثيلتها العربية في آلاتها وألحانها، فإذا ما عدنا إلى بدايات القرن الماضي سنكون مع البداية الأولى لظهور موسيقى الأرابيسك، أي الموسيقى التركية التي تأثرت بالموسيقى العربية وتحديدًا المصرية وألحانها".

وقد حققت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية خطوات مهمة في تطوير نطاق الحفاظ على الموسيقى الشعبية سواء بجولات التجميع التي تقيمها أو بما تقوم به من بث.

ومن بين الآلات المستخدمة في الموسيقى الشعبية التركية يمكن ذكر نوعي الميدان والديوان لآلة الساز، والجورة والتار والكوبوز والقباق والرباب والكمنجة والمزمار والقربة والطبل والدف والقدوم والدربكة.

وتحتوي الموسيقى التركية على عناصر متنوعة من الموسيقى الشعبية لآسيا الوسطى ومن موسيقى الإمبراطورية العثمانية، كالموسيقى الفارسية وموسيقى البلقان والموسيقى البيزنطية.

وتمتد جذور الموسيقى التقليدية في تركيا عبر قرون، لكن جذورالموسيقى الشعبية الحديثة ظهرت في نهاية عشرينات القرن الماضي مع استيعاب المهاجرين من مختلف المناطق لتنوع الأنواع والآلات الموسيقية في ثقافاتهم.

/العمانية / طلال المعمري