عمّان في 4 أبريل /العُمانية/ تقدّم الناقدة والباحثة شيخة الفجرية في كتابها "القنديل وانعكاس الضوء.. السوسيوميتا سردية في روايات غالية بنت فهر بن تيمور آل سعيد" قراءة نقدية تكشف عن الجماليات الكثيرة التي تحفل بها روايات الدكتورة غالية بنت فهر آل سعيد، وتساعد على استلهام منجزها الأدبي الذي مثلته رواياتها الست المنشورة بين عامي 2007 و2019.
وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في 388 صفحة من القطع الكبير، واشتمل على موضوعات نقدية متعددة لم يتم التطرق إليها سابقًا عند تناول تلك الروايات، لتشكل إضافة عوَّضت شُحَّ الدراسات النقدية العُمانية.
وأشار الشاعر عبدالرزاق الربيعي في تقديمه للكتاب إلى أنه لمس فيه "روح الباحثة الدؤوبة التي تتقصّى المعلومة، وتستلّها من مصادرها، وتقرأ النص بشغف ثم تمسك مبضع الجرّاح لتقوم بتحليله، وتتتبّع انعكاسات المجتمع العُماني الذي يبقى هو القنديل المشعّ الذي تهتدي بضوئه الكاتبة وهي تتلمس طريقها لمناقشة مشكلاته وقضاياه".
وبيّن كذلك أن في الكتاب "تفاصيل جزئيّة ربما تخفى على القارئ العادي، لكنها لا تخفى على باحثة لبيبة مثل شيخة الفجرية؛ تذهب إلى أبعد من الحدث السردي، لتكشف أبعاده، والخطاب المضمر، والأنساق الثقافية، في دراسة منهجية تحليلية قالت الكثير".
وشكلت الروايات الست: "أيام في الجنة" (2005)، و"صابرة وأصيلة" (2007)، و"جنون اليأس" (2011)، و"سأم الانتظار" (ج1، 2016؛ وج2، 2017)، و"سنين مبعثرة" (2018)، و"حارة العُور" (2019)، متن البحث بأكمله، وهي - بحسب الفجرية - روايات "تضمّنت قراءة للمجتمع العُماني، فكانت انعكاسًا سوسيولوجيًّا متعدد المشارب متوزع الجغرافيات، مما أثرى مساحة الصراعات الاجتماعية والطبقية على امتداد صفحاتها".
وانتظم الكتاب في تمهيد ومقدمة وأربعة فصول وخاتمة.
وحمل الفصل الأول عنوان "السوسيولوجيا والأدب (السوسيوسردية)"، ضم المباحث التالية: النقد الميتاسردي، ميتا البنية السوسيوسردية، ميتا المعرفة والنكرة في الشخصية الروائية، ميتا الفكرة السردية.
أما الفصل الثاني الذي جاء بعنوان "المنظور الروائي -ميتا الرواية- في الروايات الست"، فقد ناقشت مباحثه: انصراف الروايات الست إلى الواقع الموضوعي، والتبئير واللاتبئير، والمفاهيم السوسيوسردية لشخصيات الروايات الست، والفضائل السوسيولوجية للشخصيات في الروايات الست.
وجاء الفصل الثالث بعنوان "ميتا الزمان والمكان"، وتناولت مباحثه: زمن المتن والمبنى الحكائي، والفضاء الحكائي، ودلالات المكان في الرواية العربية، والثراء المكاني في رواية حارة العُور.
أمَّا الفصل الرابع والأخير فحمل عنوان "الفضاء النصّي بين التناص وأفق الانتظار"، وتوقفت مباحثه عند العنوان ومعمار الغلاف، والانسجام النصّي وأفق الانتظار، والتعالق النصّي والفكري بين الروايات الست.
وخلصت الفجرية في خاتمة الكتاب إلى أن "الحاجة ملحّة للالتفات إلى الأدب العُماني بأنواعه كافة، ونقد الرواية العُمانية على وجه الخصوص، من أجل الكشف عن مهارات الكاتب أو الكاتبة في البناء السردي، وعن بنية نصّه ومكوناته السردية باستقراء يسعى إلى استنطاقه وتفكيك رواه".
وبينت كذلك أهمية القراءة النقدية في هذا المجال، إذ إنها تضطلع باختيار النصوص الملائمة لأداء مهمة الكشف والاستقراء. وأكدت على أن كتابها هذا يهدف إلى "المساهمة في إلقاء حجر النقد في نهرٍ إبداعي يستحق الاغتراف منه والولوج في عوالمه التي تنضح بالسرد الناضج والطرح المعرفي العميق جهة المجتمعات وما يدور فيها، وفق صياغة منهجية تعتمد على استثمار آليات النقد الروائي السوسيولوجي والأدب السوسيوسردي، وفق العناوين التي تم استلالها من الروايات الست".
الجدير بالذكر أن الدكتورة غالية بنت فهر آل سعيد درست في مدارس المملكة المتحدة وجامعاتها. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة ووويك، ومهتمة بالكتابة الأكاديمية والأدبية والفنون، وشاركت في العديد من المؤتمرات المتخصصة. وقد نُشر لها في المجلات الأدبية العربية –إضافة إلى الروايات الست المذكورة- مجموعة من القصص القصيرة والنصوص الإبداعية.
أما المؤلفة شيخة الفجرية؛ فحاصلة على شهادة البكالوريوس والماجستير في النقد الأدبي من جامعة نزوى في سلطنة عُمان، وتلقّت دروسًا في اللغة الإنجليزية في جامعة ويسكانسون بالولايات المتحدة الأمريكية. ولها ثلاثة إصدارات هي: "النص الدرامي الإذاعي والتلفزيوني العُماني جنسًا أدبيًّا" (دراسة، 2018)، و"ثنائية الشعر والنثر في الحداثة الشعرية العُمانية" (دراسة، 2019)، و"تلك المائة عام.. أوراق الحب والعز والانكسار" (رواية، 2021). وهي مؤلفة ومعدة عدد كبير من المسلسلات والبرامج الإذاعية والتلفزيوينة.
وحصلت على جائزة مسابقة الإبداع الإعلامي عن المسلسل التلفزيوني "اليرام" (2009)، وجائزة مسابقة الإجادة الإعلامية عن المسلسل التلفزيوني "بانتظار المطر" (2011)، وجائزة الرؤية لمبادرات الشباب عن النص المسرحي "بنت الهامور" (2015).
/العُمانية/ النشرة الثقافية/ عمر الخروصي