الجزائر في 4 أبريل /العُمانية/ صدر عن المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر العدد 22 من مجلة "الدراسات الإسلامية"، متضمّنًا العديد من الدراسات والأبحاث العلميّة، التي نُشرت باللُّغات العربيّة، والفرنسيّة، والإنجليزية.
واشتمل العدد على أبحاث متنوّعة، من بينها دراسةٌ بعنوان "الاختلاف الفقهي أسبابُه ومشروعيته" للدكتور محمد المختار محمد عبد القادر المهدي (موريتانيا)؛ أكّد فيها الباحثُ على أنّ الاختلاف الفقهي يُعرف بأنّه "تضادّ أنظار الفقهاء، وافتراقُ أحكامهم الفقهيّة"، وهو مقصد من مقاصد الشرع، ومشروعٌ بالأدلّة. كما توصّل البحثُ إلى فرق ما بين الاختلاف الذي لا فرقة فيه ولا شحناء، والاختلاف الذي هو من طبيعة الأشياء، وهو الاختلاف المشروع.
واستعرض البحثُ أيضا أنواع الاختلاف؛ من اختلاف التضادّ إلى اختلاف التنوُّع، وضرب في ذلك عددًا من الأمثلة.
وفي سياق تأصيل الاختلاف، تناول البحثُ الاختلاف في النصوص الشرعية وعند السلف، كما قدّم أمثلة من الاختلاف الفقهي، قبل أن ينتهي إلى أنّه ليس كلُّ اختلاف محلّ تحريم أو مبعث شقاء.
أما د.فلاح جبر، أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران، فقدّم في بحثه "الاتجاهيّة في المباني الدينيّة" دراسة مقارنة بين الأبنية الدينيّة الوضعية والسماوية.
وأكّد الباحثُ على أنّ الهدف من هذه الدراسة هو التحقُّق من وجود ظواهر مشتركة في عمارة الأبنية الدينيّة بحكم أنظمة العلاقات الشكلية لدور العبادة كافة.
وتضمّنت المجلة دراسة بعنوان "الإنسان في الفكر الفلسفي المعاصر.. من اغتراب الدين إلى اغتراب التقنية" للدكتور محمد كحلي، خلص فيها الباحث إلى أنّ ولوج الإنسان إلى عصر الحداثة وما بعدها، أفضى إلى فقدان الإنسان معنى الإنسانية، وفسح المجال أمام ظهور إنسان آخر فقد كلّ القيم والأحاسيس؛ وكلُّ هذا كان باسم الاغتراب الذي ساقته الرقمنة والتقنية، اللّتان كانتا بديلا عن الاغتراب الديني الذي عرفه الإنسان الغربي، ممّا أدّى إلى بروز الإنسان المغترب والعامل المستلب، وصولا إلى الإنسان المتشيّئ، بل تعدّت ذلك، وأصبح هذا الإنسان يعيش أزمة فكرية وروحيّة، بالإضافة إلى أزمة القيم واختفاء المعنى.
من جهته، ناقش د.يحيى هلال، أستاذ الفلسفة بجامعة وهران، في مقال بعنوان "الذكاء الاصطناعي.. هل هو اختراق لحدود الروح في الفكر الإسلامي؟"، العلاقة بين قضايا اللُّغة والمعلوماتيّة، ضمن مشروع يكفل تحديد تلك العلاقة بين العلوم المعرفيّة، بمختلف تخصُّصاتها، ومدى ارتباطها بفلسفة الذهن، ومحاولاتها اختراق حدود فهم الروح، وهو المشروع الأكثر طموحا داخل النزعة المادية.
وتضمّنت المجلة دراسات على غرار "ما الذي يحمله المستقبل للحضارة في مواجهة التحديات السبعة للحداثة وما بعد الحداثة" للدكتور سهيل فرح، وكذلك "الإسلام والعيش معا" للدكتور مسعود بوجنون.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/ عمر الخروصي