عمّان، في 16 مايو/العُمانية/ توظيف الحرف كمفردة تشكيلية أساسية هو الثيمة المشتركة التي جمعت حوالي أربعين عملًا فنيًّا ضمن معرض "روحانيات2" المقام على جاليري رؤى للفنون بمشاركة عشرة فنانين.
وقدم المعرض تنوعًا بصريًّا عبر لوحات نُفذت وفق أساليب ورؤى متنوعة تروم إلى الكشف عن قدرات الحرف العربي الكامنة وعما يحتويه من أبعاد روحانية وطاقات إيجابية، وضمن تكوينات مستلهمة من نصوص قرآنية وأدبية وأشعار عربية ومقولات متداولة ومفردات ذات أبعاد دلالية تدعو للمحبة والتآخي والسلام.
تمثل الأعمال التي تنوعت تقنياتها بين الرسم بالألوان المائية والزيتية والأكريليك، وبين فن الجرافيك، مفردات بصرية تجمع بين الأصالة المتمثلة في استلهام الحرف كوحدة فنية قائمة بذاتها، وبين المعاصرة عبر أساليب حديثة وتداخلات لونية جاذبة، تُظهر ما يتمتع به ذلك الحرف من قدرات تعبيرية وفنية تصلح لتجسيدها عبر رسومات بعينها.
ومن ذلك أن يُرسَم شكل خارجي لحصان مثلا وفي داخل هذا الشكل تتقاطع الكلمات وتبرز حروفها وتتداخل وتتماوج بطريقة مدروسة، أو بتشكيل حروف كلمة واحدة مثل "الحب" أو "العشق" أو تكرار للفظ الجلالة أو أسماء الله الحسنى كـ "القدوس" و"السلام" و"الأول"، وغيرها من تداخلات بصرية تتعالق أحيانًا مع ما هو متداوَل عليه من طُرز الخط العربي والاتجاه نحو التعامل مع الحرف كمادة تشكيلية مجردة.
وفي عدد من اللوحات ظهرَ ميلٌ نحو أصول الخط العربي التقليدية، إذ جُمع بين التراث بهيبته وجلاله وبين الفن المعاصر برمزيته وتقنياته، لذا قد نجد في بعض الأعمال استعادة لفن الزخرفة والتشكيلات الهندسية من الدوائر والمثلثات والمربعات، وربما جاء ذلك من أن الحرف العربي مطواع عند رسمه ضمن زوايا هندسية محددة، كما نشاهد في اللوحة التي خُطّت عليها آية "الكرسي".
وفي عدد آخر من اللوحات استلهم الفنانون الخط العربي بطريقة عفوية ومن منظور جمالي بحت، معتمدين على إبراز جماليات السطح من خلال الشكل واللون وتنوع الحجوم أو تداخلها وموقع الحرف ضمن الإطار العام لللوحة، كتكبير حجم حرف الحاء في وسط اللوحة بينما تدور الكلمات في فلكه. ومن الفنانين مَن ذهب إلى تحطيم الحروف ونثرها على مساحات سطح اللوحة وإلغاء أيّ إمكانية لقراءتها، وتركيز الضوء على شكل الحرف العربي وتكويناته التجريدية وقدرته على التمدد والانبساط بيسر وليونة.
يشارك في المعرض الفنانون: ياسر الدويك، عدنان يحيى، محمود طه، محمد بلبيسي (الأردن)، زمان جاسم (السعودية)، هاشم البغدادي، حارث الحديثي، جاسم محمد، علي العبادي (العراق)، محمد غنوم (سوريا).
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري