الأخبار

كتاب عن حياة الفلاحات في زمن الثورة الفرنسية
 كتاب عن حياة الفلاحات في زمن الثورة الفرنسية

باريس، في 13 يونيو/العُمانية/ يتناول كتاب "مواسم آنجليك الأربعة.. مراسلات فلاحة خلال الثورة الفرنسية" لأستاذة التاريخ المعاصر "فيلجانس ديلو"، حياة فلاحة في الأيام الأخيرة التي سبقت الثورة الفرنسية في عام 1789.

وإذا كان مسار الثوريين معروفًا للجمهور عمومًا، فإن الكثير من الأشخاص البسطاء ظلوا في الظل رغم دورهم الحاسم في الحياة، ومن أبرزهم الفلاحون.

يقول المؤرخ الإيطالي "أدواردو غرندي" إن الأشياء العادية "يلفّها النسيان في الأرشيف"، الأمر الذي يعني أن الحياة اليومية البسيطة للأشخاص العاديين لا تترك آثارا تُذكر لدى الباحثين. ومن هنا تبرز أهمية المراسلات بين "آنجليك دلبيت" وزوجها "بيار-فرانسوا ليبوتر"، وهما فلاحان كانا يستصلحان 45 هكتارا قرب مدينة "ليل" الفرنسية.

وتتناول الرسائل المتبادلة في عام 1987، شؤونًا مختلفة في حياة الزوجين. ففي شهر مايو، أصبح "ليبوتر" نائبا برلمانيا في "فرساي" ثم بعد ذلك في باريس، تاركا زوجته (51 سنة) في المزرعة مع أطفالهما الخمسة لتتولى مسؤولية إدارة الأراضي العائلية. وكانت الزوجة تجلس مرتين في الأسبوع لتسطر خواطرها وترسلها إلى الزوج البعيد، واستمر ذلك حتى سبتمبر 1791.

وتتطرق "دلبيت" في الرسائل إلى مشاكل إدارة المزرعة، وتعليم الأطفال، والعلاقات مع الجيران والخدم وعمال المزرعة وكاهن القرية.. وهكذا يقدم الكتاب تاريخ شعب من خلال تاريخ عائلة على مدى فصول السنة الأربعة.

ومما كتبت "دلبيت" وهي تندب حظها: "يقولون إن الزواج بين الرجل والمرأة هو نفسه في كل الحالات، إلا أنني أجد فرقا جليا اليوم؛ صحيح أنني يمكنني التجول في البلاط، ولكن شتان ما بين البلاط الملكي وبلاط السماد".

أما "ليبوتر"، فيصف في رسائله الأيام التاريخية التي تمر بها باريس في عام 1789 في الوقت الذي كانت فيه المزرعة بمنأى عن الاضطرابات الثورية.

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري