دبا في 16 نوفمبر /العُمانية/ يختتم المعرض الوثائقي الذي تنظّمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بولاية دبا في محافظة مسندم غدًا وسط إقبال كبير من أبناء المحافظة.
يستقطب المعرض الوثائقي مجموعة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع وتمثل المؤسسات التعليمية الشريحة الأكبر في الإقبال على المعرض الوثائقي، ما يعكس حرص المؤسسات التعليمية والقائمين عليها على تشجيع الطلاب للاهتمام والاطلاع على الموروث الحضاري لعُمان، فزائره يجد ما يشبع رغبته من الكمّ الهائل من المعرفة المتمثلة في مختلف الوثائق والمخطوطات والطوابع وغيرها، ويتضح جليًّا من خلال اهتمام الزائر والتركيز الكبير لشرح القائمين على المعرض، إلى جانب تدوين ما يلزم من المعلومات وتضمينها في البحوث والتقارير المختلفة.
الجدير بالذكر أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ستفتتح المعرض الوثائقي في ولاية مدحاء الأحد القادم.
وحول زيارة المعرض الوثائقي يقول الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي -المدير العام المساعد لشؤون التعليم بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسندم-: سعدت بزيارتي المعرض الوثائقي المُقام في ولاية دبا، الذي أظهر التاريخ العُماني العريق عامة وتاريخ محافظة مسندم خاصة؛ حيث الوثائق المتنوعة بين المخطوطات والخرائط والصور والعملات والشاشة الذكية التي تعرض الوثائق والعملات والصور، والمعرض بما يحتويه شاهدٌ على عراقة التاريخ العُماني والإمبراطورية العُمانية الممتدة وهي فخر واعتزاز لكل عُماني.
من جانبها قالت الأستاذة رقية بنت محمد النظري من مدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي: يُعد هذا المعرض بمثابة بوابة تاريخية وواجهة ثقافية يتعرف من خلالها الزائر على أهم الوثائق والمراسلات التي تم تداولها في محافظة مسندم خلال حقب زمنية مختلفة، مما يدل على المكانة التاريخية العريقة للمحافظة والإرث الأصيل الذي نُحت على الحجر قبل الورق، كما يساعد المعرض إبراز تاريخ السلطنة الضارب في القِدم من خلال استعراض بُعد الدلالات التاريخية الموجودة في الصخور والرسومات والصور والطوابع البريدية، وهو رافد ومخزون ثقافي أساسي لتعزيز المعلومات في أذهان الطلبة والطالبات، ومعينٌ للدارسين والباحثين في مجال البحوث العلمية.
كما أوضح الأستاذ عبد الله بن راشد الريسي -من مدرسة عمرو بن العاص للتعليم الأساسي- أنه تم تعريف الطلبة والزوار وأهالي منطقة دبا بشكل عام بالموروث الحضاري والتاريخي الذي تزخر به سلطنة عُمان من خلال الحقب الزمنية المختلفة، حيث عُرضت كثيرٌ من المخطوطات التي كُتبت بخط اليد من رسائل ووثائق تاريخية ظلّت شاهدة إلى وقتنا الحاضر.
وأضاف الريسي: قدّم المختصون بالهيئة لطلبة المدرسة كثيرًا من المعلومات، وشرحًا موجزًا عن نظام التوثيق والأرشفة واستعراض الوثائق التي تشهد بذلك، كما تمّ الاطلاع على المخطوطات والرسومات والرسائل؛ منها رسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ملكي عُمان عبد وجيفر يدعوهم فيها إلى الإسلام، كما عُرض الإرث الذي تزخر به محافظة مسندم من مواقع أثرية غنية وتاريخية، إضافة إلى بعض المراسلات والوثائق الخاصة التي قام بتسجيلها أبناء المحافظة لدى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
كما يقدّم المعرض الوثائقي -من خلال ركن تاريخ التوثيق والأرشفة، وركن محافظة مسندم، وركن مراسلات المواطنين، وركن المحتوى الرقمي- مجموعةً من الأحداث التاريخية لسلطنة عُمان ومحافظة مسندم بشكل خاص، ومن بين الوثائق المعروضة مجموعة من الرسومات البرتغالية لولايتي دبا ومدحاء، تُظهر وصفًا دقيقًا للمدينتين، من حيث التضاريس التي تحيط بهما، وتوزيع القرى والمساكن والمزارع، ويُقدّر عمر هذه الرسومات أكثر من 500 سنه.
ويحتوي المعرض على عدة أقسام توضح دور الهيئة في حفظ وصيانة الوثائق، ابتداءً من العصور الحجرية، كما تم عرض وثائق المواطنين بمحافظة مسندم تكريمًا لما قدّموه من مبادرة طيبة لتسجيل وثائقهم لدى الهيئة، وحرصهم ووعيهم التام لأهمية المحافظة على الوثائق، وإدراكهم لدور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لحفظ الذاكرة الوطنية، إضافة لعرض تاريخ الأرشفة وأساليب التوثيق بالعصور الحجرية.
يضاف إلى ذلك، عرض وثائق تثبت نشأة التوثيق في سلطنة عُمان وأساليبها بدءًا بالرسم والنقش على الصخور وانتهاءً بالكتابة والتوثيق، وتثبت هجرة قبائل الأزد إلى عُمان، كما يحتوي المعرض على ركن خاص يستعرض مجموعة من الخرائط والصحف والمجلّات الأجنبية والعربية والمحلية التي وثّقت أبرز الأخبار والأحداث العُمانية، إلى جانب عرض مجموعة متنوعة من المخطوطات العُمانية.
/العُمانية/
طلال المعمري