الأخبار

خبراء لغويون يوصون بزيادة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت
خبراء لغويون يوصون بزيادة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت

عمّان في 19 ديسمبر /العمانية/ أوصى المشاركون في فعاليات الموسم الثقافي الأربعين لمجمع اللغة العربية الأردني، بوضع برنامج محدد يتم التوافق فيه مع مجامع اللغة العربية، وتشارك فيه وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم العالي لزيادة المحتوى الرقمي باللغة العربية على شبكة الإنترنت إلى 3 بالمائة خلال السنوات الخمس القادمة.

كما أوصى المشاركون في الموسم الذي حمل عنوان "اللغة العربية والتواصل الحضاري"، بدعوة الكتّاب والمؤلفين والفنانين للتأليف والكتابة والتعبير الفني عن المعالم الحضارية في كل بلد عربي، ورصد موازنة خاصة لذلك.

وتضمنت التوصيات أيضًا: التوسّع في أعمال الترجمة من العربية وإليها في كل ما له علاقة بالتصنيع والسياحة والعلوم والتكنولوجيا، ووضع معايير أو مؤشرات رقمية لتعرف وضع اللغة العربية في المجتمع في المراحل الدراسية المختلفة، والاهتمام بالمراكز التي تدرّس اللغة العربية للناطقين بغيرها من حيث البرامج والكتب.

وأكد المشاركون أهمية توافق المجمّع مع المؤسسات الإعلامية للالتزام باللغة العربية السليمة، ومع مصدّري السلع لتقديم أي مشورة تتعلق بالمواد المكتوبة على تلك السلع، إلى جانب وضع المصطلحات والاختصارات والرموز العلمية المتوافق عليها على محركات البحث على شبكة الإنترنت.

ومن التوصيات التي قُدمت في ختام الموسم: إعداد تقرير دوري عربي سنوي عن حال اللغة العربية، في أحد مجالات الرصد والتحليل الآتية: التشريعات والتعليم المدرسي والجامعي، والبحوث والدراسات الأساسية، والإعلام التقليدي والرقمي، مع مراعاة أن يكون التقرير العربي المشترك نتيجةً لتقارير فرعية وطنية.

ودعا المشاركون إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتشريعية لحصر مسؤولية برامج تعليم العربية للناطقين بغيرها في جهة واحدة، لتكون قادرة على معالجة الخلل والقصور والفوضى، وعلى توظيف الخبرات المتنوعة في هذه البرامج؛ والعمل على إنشاء وحدات بحثية في كليات الآداب تعنى بالدراسات الاستشراقية؛ والالتفات إلى النصوص اليونانية المكتوبة قبل الإسلام، وفي الفترة الإسلامية المبكرة، وفي مقدمتها البرديات؛ والاهتمام بلغات العالم الإسلامي، خاصة الفارسية، من خلالِ تأسيسِ برامجَ أكاديميةٍ جامعية تعنى بتدريس أدبها وثقافتها، وبالترجمة منها وإليها؛ وتشكيل لجنة من مجامع اللغة في الوطن العربي، للتواصل مع المكتبات الإيرانية، وتزويد اللجنة بنسخ رقمية عن المخطوطات العربية ذات الأهمية للتراث العربي والإسلامي والإنساني؛ لتحقيقها وتهيئتها للنشر.

وكانت الجلسة الأولى للموسم اشتملت على عرض لثلاثة أبحاث، الأول قدمه الدكتور إبراهيم بدران بعنوان "الدور المأمول من اللغة العربية في تعزيز التواصل الإيجابي بين الحضارات"، أشار فيه إلى أن العلاقة بين الثقافة والحضارة علاقة جدلية عالية الديناميكية، وأن تبادل المعارف والبيانات أو التواصل المعرفي بين المجتمعات محرك رئيس في التواصل الحضاري، مشيرًا إلى الازدهار الحضاري الذي شهدته المنطقة العربية من خلال ترجمة الأعمال من العربية إلى اللغات اللاتينية والإسبانية، والدور الرائد للغة العربية في نقل المعارف والعلوم والفلسفة إلى أوروبا، داعيًا إلى العمل على تفعيل اللغة لتكون منظومةً من منظومات التواصل الإيجابي مع الحضارات الأخرى المعاصرة.

أما البحث الثاني فحمل عنوان "دور اللغة العربية في نشر الحضارة العربية الإسلامية في العالم المعاصر"، تحدث فيه الدكتور فتحي ملكاوي عن ظاهرة التواصل الحضاري بين المجتمعات البشرية، وأثره العميق في فكر الشعوب وثقافتها، متطرّقًا إلى علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى، وطرق إبراز أهميتها في التواصل الحضاري، مشيرًا إلى المحتوى العربي في شبكة الإنترنت، وبرامج تدريس العربية للناطقين بغيرها، والترجمة من العربية وإليها، مختتمًا بالحديث عن التحديات التي تواجه اللغة العربية، وحضورها التواصلي في العالم المعاصر.

وحمل البحث الثالث عنوان "الترجمة إبداعًا، (ألمنة) النصوص العربية في الشعر الألماني في القرن التاسع عشر"، وأشار فيه الدكتور زياد الزعبي إلى ظاهرة رحلة الأدب العربي إلى الآداب الأوروبية واستقبالها فيها على صور وأشكال مختلفة متعددة، وتحدّث عن (ألمنة) النصوص العربية، وهي النصوص التي تمثلها عدد من الشعراء الألمان في القرن التاسع عشر، وعمدوا إما إلى ترجمتها ترجمة حرة، أو إلى نقلها إلى اللغة الألمانية مع الاحتفاظ الكامل ببنيتها النصية والدلالية دون تغيير ذي بال، مما جعل بعض هذه النصوص أقرب إلى الترجمة منها إلى المحاكاة أو المضاهاة.

وتضمنت الجلسة الثانية عرضًا لثلاثة أبحاث، الأول قدمه الدكتور موسى ربابعة اليرموك بعنوان "جهود المستشرق الألماني المعاصر "توماس باور" في نشر الحضارة العربية الإسلامية"، وتطرّق فيه إلى عدة محطات، منها: ارتباط الاستشراق في بداياته الأولى بالدراسات اللاهوتية، واكتشاف العالم الإسلامي من منظور الرؤية الرومانسية التي ترى في الشرق والعالم العربي عالمًا من الدهشة والسحر، والكم الهائل من الدراسات الجديدة التي تقف من الإسلام موقف الآداب، حيث يتمظهر ذلك من خلال الدراسات التي جاءت بعد كتابة إدوارد سعيد لـ "الاستشراق".

وتحدّث الدكتور عمر الغول في بحثه الذي حمل عنوان "دور اللغة العربية في نقل الفكر اليوناني: البرديات أنموذجاً"، عن العلاقة بين العربية واليونانية التي تكشّفت من خلال بعض النصوص اليونانية والألفاظ التي اكتُشفت في إحدى الكنائس البيزنطية ضمن أرشيف للبرديّات اليونانية في منطقة البترا الأردنية عام ١٩٩٣، وبيّنت مراحل من تاريخ العربية فيها.

/العمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي