الأخبار

"الشارقة الثقافية".. الأسطورة والإبداع الإنساني

الشارقة في 19 ديسمبر /العُمانية/ خُصصت افتتاحية العدد 74 من مجلة "الشارقة الثقافية"، للحديث عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، إذ نقرأ فيها: "يواصل المعرض قول كلمته للعالم، بأنّ الثقافة العربية منارة لا تنطفئ، وأنها مستمرّة بإثراء الحضارة والمعرفة الإنسانية، وأنّنا أمّة (اقرأ)، وأمة علم ومعرفة".

وأشارت الافتتاحية إلى أنه على الرغم من الظروف القاسية التي تأثرت بها الثقافة وتراجع فيها الكتاب، فإنّ هذا المعرض وغيره من المعارض العربية، بذلت جهدًا في دفع الكتاب إلى الأمام وعدم انهياره، من خلال بذل الجهود في دعم الثقافة وتعزيز القراءة، ودعم الكتّاب والعلماء والمؤلّفين.

وكتب مدير التحرير نواف يونس عن الأسطورة والإبداع الإنساني، مشيراً إلى أنّ أجدادنا الأوّلين حاولوا البحث عن إجابات لأسئلتهم الحائرة ومظاهر حياتهم المقلقة، فأوجدوا بعض التفسيرات لمشاكلهم، من خلال التعرف على الخير والشر، والقبح والجمال، والحق والباطل، وغيرها من المفاهيم، لتسهيل منظومة الحياة التي يعيشونها.

وبيّن أن الأسلاف ترجموا حيرتهم وخوفهم من خلال رسوماتهم وحكاياتهم، التي تحولت من مجرد أوهام وخرافات، إلى قصص وأحداث استلهموها من مخاوفهم وأسئلتهم وأحلامهم وطموحاتهم، التي تواصلت عبر الأجيال، لتتحول إلى نصوص إبداعية مشرقة.

وكتب يقظان مصطفى عن عالم الرياضيات والفلك الأندلسي مسلمة المجريطي، وتناول هاني القط تجربة الفنانة الإيطالية أنتونيلا ليوني، التي تكتب الخط العربي بروحها، أما عُمر إبراهيم محمد فركز على مدينة صيدا اللبنانية، التي تعدّ حاضرة الثقافة منذ القدم، واستكشف محمد وحيد فريد بعض الجوانب في جزيرة جربة التونسية، التي تزاوج بين الأصالة والعصرنة.

وتوقفت هبة محمد عند سيرة محمود المسعدي الذي يعدّ رائد التحديث في الثقافة التونسية، وتناول عزت عمر تعاقب الأجيال في رواية "الحرافيش" لنجيب محفوظ، فيما استذكر أحمد فرحات لقاءً ثقافيّاً تاريخيّاً جمع أندريه جيد وأمين نخلة، بينما كتبت مروى بن مسعود عن "آني إرنو"، التي تعد أول كاتبة فرنسية تنال جائزة نوبل للآداب، واستعرضت غنوة عباس اهتمامات المفكر عمر فاخوري، الذي أولى قيم التراث وأصول الأدب عناية كبرى، وتناول رمضان رسلان أعمال المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون، الذي أنصف الحضارة العربية.

وكتب محمد صابر عرب عن الأديب طه حسين بوصفه صاحب "أول مشروع فكري ثقافي أدبي"، وقدم ضياء حامد إضاءة على المجلات العربية التي أثرت المشهد الثقافي ووثقت فترة الإحياء والنهضة، بينما بحث محمد رمصيص عن حدود الأجناس الأدبية بين الأصالة والهجانة، وقدم عمر عبدالعزيز قراءة في رواية "الهروب إلى النهار" لعبدالعليم حريص، وكتب عبدالسلام كامل عن الشاعر السوداني محمود أبوبكر، الذي تتعدد في شعره أسماء المحبوب.

وأطلّت بهيجة إدلبي على عالم سعيد الغانمي، الذي يحفر في اللغة والكلمة والمعنى، وقرأ أنور الدشناوي سيرة الشاعر شوقي بزيع، الذي يتمتع بأصالة شعرية وموهبة مبكرة، وتقصّى د.عبدالسلام المغناوي عالم البحر في الأدب العربي، وكتب مفيد خنسة عن الشاعرة هندة محمد التي تنوّع في شكل القصيدة، أما مها بنسعيد، فرصدت التفاعل بين الشعرَين الإسباني والأمريكي، وحاور خضير الزيدي رئيسَ اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين علي حسن الفواز، الذي أكد أن تجديد الخطاب الثقافي يكمن في الرهان على الوعي.

وأجرى أحمد اللاوندي مقابلة مع القاص شريف صالح، الذي رأى أن أي إبداع مكتوب يحتاج إلى وعي وإتقان لحيل السرد والدراما، وحاور عمر أبو الهيجاء الروائي حسين العموش، الذي أكد أن كتاباته تطرح الأسئلة حول قضايا إنسانية، والتقى موسى أبو رياش الكاتبة العُمانية شريفة التوبي، التي تعد صوتاً إبداعيّاً أثبت حضوره الأدبي عربيّاً.

ونقرأ في حقل الفنون موضوعات من بينها: "غازي إنعيم وتوظيف السيرة البصرية بتنويعاتها الجمالية" لمحمد العامري، و"زينب منصور تدمج بين الخطين العربي والصيني" (حاورها: محمد بابا حامد)، و"وحيد مغاربة.. خصوصية وتفرد ولوحات قادرة على البوح" لمحمد شويحنة، "جواد الأسدي.. جعل من فن المسرح معيناً معرفيّاً وجماليّاً" لعدنان محمد حسين، و"كارلوس كانو.. وازدهار الموسيقا الأندلسية" لخوسيه ميغيل بويرتا، و"الموسيقا.. من مستلزمات العرض المسرحي" لسناء الجمل.

كما تضمّن العدد مجموعة من المقالات، من بينها: "علم الجغرافيا والحضارة الإسلامية" (راشد سعيد مبارك)، "تاسيلي.. أكثر بقاع العالم غموضاً" (ذكاء ماردلي)، "الواقع والخيال في بوتقة السرد" (د.ضياء الجنابي)، "سميرة موسى.. عالمة الذرة العربية" (سوسن محمد كامل)، "بومدين بلكبير وعالمه الاستثنائي" (محمد حسين طلبي)، "رولان بارت والبعد الثالث للقراءة" (أشرف الملاح)، و"تطور المفاهيم الجمالية" (د.مازن أكثم سليمان).

ويشتمل العدد على قراءات نقدية وعروض، من بينها: "البُعد النفسي في الشعر الفصيح والعامي" (نجلاء مأمون)، "في أصول السير والملاحم الشعبية العربية" (ناديا عمر)، "الاتجاه الوجداني في الشعر العربي بمنطقة الخليج" (د.سعيد عبيدي)، و"سعيد بنكراد.. سيرة ذاتية تبحث عن المعنى في أقاصي الذاكرة" (د.يوسف رحايمي).

/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي