الأخبار

التشكيليُّ الجزائريُّ سليم بوهالي.. ملكُ الألوان المائيّة
 التشكيليُّ الجزائريُّ سليم بوهالي.. ملكُ الألوان المائيّة

الجزائر في 20 مارس /العُمانية/ تكمن عبقرية الفنان التشكيلي الجزائري سليم بوهالي في مقدرته الفريدة على أن يصنع الفرجة والإمتاع ببعض لمسات من فرشاته، واستعمال القليل من الألوان، ولكن وفق نظرة إبداعية تُعبّر عن إحساس مرهف بالموضوع الذي يرسمه، إلى درجة أنّ البعض من النقّاد الفنيّين أطلقوا عليه اسم "ملك الألوان المائيّة"، بسبب مقدرته الفائقة على تطويع أدواته الفنيّة.

يُعدُّ سليم بوهالي واحدًا من الفنانين التشكيليّين الجزائريين الذين يشتغلون في صمت، بعيدًا عن الأضواء؛ فهو منذ أن تخرّج في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بباتنة (شرق الجزائر)، عام 1991، في اختصاص هندسة داخلية، لم ينظّم سوى بعض المعارض الفردية، كان أوّلُها معرض بعنوان "أضواء الجنوب" (2014).

وليس غريبا أن تتصدّر مدينة القنطرة بولاية بسكرة (جنوب الجزائر)، قائمة أعمال الفنان سليم بوهالي، لأنّها مسقط رأسه، ولأنّها من أجمل مدن الصحراء الجزائرية الشاسعة التي تأثّر بها وأحبّها إلى درجة الهيام.

ويقول سليم بوهالي في تصريح، لوكالة الأنباء العُمانية: "القنطرة، تمثّل بالنسبة لي بوابة الصحراء، وهي مصدرُ إلهامي الأوّل".

ويضيف: "مدينة القنطرة تلقّب ببوّابة الصحراء لأنّها تفصل بين مناخين مختلفين، شماليٌّ بارد، وجنوبيٌّ صحراويٌّ حارّ، لذا فأنا في أعمالي أحاول أن أبحث على توازن بين الألوان الحارّة (الأحمر، والأصفر، والبرتقالي) والألوان الباردة (الأخضر، والأزرق، والبنفسجي)، كما أحاول التعبير تارة من خلال مناظر طبيعية مرسومة بواقعية أو انطباعية، وتارة أخرى أبتعد عن الواقع بأعمال وتراكيب تجريدية".

ويرى سليم بوهالي أنّ نشأته في مدينة بسكرة، ودراسته بمعهد الفنون الجميلة بباتنة، مكّنته من التعرُّف على العديد من الأسماء المهمّة في مدوّنة الفن التشكيلي الجزائري، على غرار حسين هوارة، والسعيد مرزوقي، وعبد العالي بوغرارة، والفنان بلاح، والاستفادة من مناقشاتهم وحواراتهم الفنية، قبل أن يُحاول البحث عن شخصية فنيّة خاصّة، وذلك عندما انتقل من باتنة إلى بسكرة، عام 2007، ليكتشف مدرسة فنيّة مختلفة، شارك عبرها في معارض مختلفة بمدينة بسكرة، وعدة ولايات أخرى.

وتتأرجح أعمال بوهالي بين الواقعية والتجريد، وقام بالعديد من المعارض الفردية والجماعية، وتحصّل على عدد من الجوائز على المستوى الوطني، أبرزُها الجائزة الكبرى "عائشة حداد".

ويشيرُ الفنان أنّ جلّ أعماله الواقعية عبارة عن مناظر طبيعية، أما في التجريد فأعماله عبارة عن بحث في التوازن بين الألوان الحارة والباردة في تراكيب مجرّدة إلى حدّ ما، أمّا عن التقنيات المستعملة، فيقول سليم بوهالي: "تقنية الألوان المائية التي أستخدمُها في أعمالي جدُّ صعبة، وهي تتطلّب الكثير من العفوية والتلقائية، وهذا لن يتأتّى إلا بالتدريب، والعمل الكثير، والمثابرة".

ويؤكّد الفنان التشكيلي سليم بوهالي أنّه متأثّر بعدد من الفنانين المعاصرين على غرار أوجان شيسنيسيان من مولدافيا (أوروبا)، وأوجان زبيكفيك من (أستراليا)، وألفارو كاستانيات من أوروغواي (أمريكا الجنوبية)، وهم من أشهر الفنانين التشكيليين الذين يجوبون العالم لإعطاء دورات تدريبيّة في الفنون التشكيليّة.

/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي

أخبار ذات صلة ..