الأخبار

لوحات الرسام الفرنسي كلود مونى شاهدة على تلوث الهواء
لوحات الرسام الفرنسي كلود مونى شاهدة على تلوث الهواء

لندن في 3 أبريل /العُمانية/ يتساءل خبراء البيئة منذ بعض الوقت عن الدور الذي يمكن للفن أن يقوم به في تقديم معلومات إضافية عن تاريخ الفضاء المحيط بالبشر.

وصدرت حديثًا دراسة علمية تبرز مدى تأثر لوحات الرسام الفرنسي كلود مونى والبريطاني ويليام تيرنر بتلوث البيئة في القرن التاسع عشر.

ومن المعروف لدى الجميع أن العاصمة البريطانية لندن تعاني من ضباب قد يلفها بأكملها في برهة قصيرة من الوقت حيث أنجز مونى أثناء إقامته في هذه المدينة عددا كبيرا من الرسوم من بينها 41 لوحة لجسر "واترلو" بين سنتي 1900 و1904؛ وأصبحت هذه المجموعة في ما بعد رمزا حقيقيا للانطباعية تقدم فيه كل لوحة انطباعا مختلفا عن الأخريات.

وأجرت الباحثة آنا ليا آلبرايت دراسة تضمنت انتقاء وتحليل ما لا يقل عن 100 رسم ما بين مونى وتيرنر تم إنجازها أثناء فترة الثورة الصناعية، حيث أقام الأول في لندن في بداية تسعينات القرن التاسع عشر في حين رسم الثاني التضاريس الحضرية البريطانية من 1796 إلى 1851.

وتسعى هذه الدراسة المنشورة في المجلة العلمية " PNAS " إلى إثبات فرضية مفادها أن تطور النمط لدى هذين الرسامين لا يعود فقط إلى حساسيتهما الفنية وإنما كذلك إلى التغييرات الحاصلة في بيئتهما.

ويقود الحديث عن الثورة الصناعية إلى زيادة تلوث الهواء بسبب الظهور المتنامي للمصانع والصناعات وتطور ماكينات البخار ثم ظهور السيارات والاستخدام المكثف للفحم.

وتميل الدراسة إلى كون هذا الهواء الملوث أثر ظاهريا على لوحات الفنانين، حيث أدت التغييرات النمطية في عملهما إلى ملامح ضبابية وألوان أكثر بياضا.

وبعبارة أخرى، تقول الباحثة، يلاحظ أنه كلما وصل التلوث إلى مستويات عالية على طول فترة كبيرة، يصبح نمط الرسم أكثر ضبابية وشحوبا كما لو كان الرسامان نظرا إلى تضاريسهما تحت الضباب.

/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي