بيروت، في 10 أبريل/العُمانية/يعاين الدكتور الأب هاني بيوس حنا في كتابه "الكينونة والعنف وصراع البقاء" أصول العنف البشري ونشأته وأسبابه.
يقول المؤلف في تذييله للكتاب الذي صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر: "هل يجب عَدّ العنف ظاهرة اجتماعية واختزاله في مجموعة أفعال تبدو كأنها خارجية بين الأشخاص، أم إن على المرء أن يرى فيه بعدًا وجوديًّا عميقًا، يبتعد عن التحليل الوصفي لظاهرة فيزيائية؟"، ويضيف: "يبدو أن تاريخ البشر يميل إلى أن يندرج ضمن النظرة التي تقول: للعنف بعد وجودي أكثر من كونه ظاهرة اجتماعية تظهر وتتجدد وفق كل مجتمع وحقبة".
ويؤكد المؤلف أن العنف يُحدث دمارًا على مستويات عدة، جسدية ونفسية، بخاصة مع اتساع المساحة التي أصبح يحتلّها في مجتمعاتنا الحديثة، إذ لا يكاد يمر يوم إلّا ونشهد فيه عنفًا في مكان ما على هذا الكوكب، تتناوله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويدعو المؤلف إلى التريث قبل متابعة هذه الوسائل والمواقع، لمعاينة حجم الضرر الذي قد يسببه العنف ولمعرفة فهم حضوره في كل لحظة في حياة كل شخص. فكل شخص بحسبه "إمّا شاهد على العنف أو مسبب أو ضحية له"، وهذا ما يجعلنا نعيش شعورًا مقلقًا بعدم الأمان من هذه الظاهرة المتنامية التي يخشاها الجميع في مجتمعنا المعاصر.
ويرى أن المجتمعات كلما انتظمت أكثر فأكثر، زادت مخاطر كبت أفرادها لتظهر بشكل حروب وإبادات وتهجير وجرائم لا تخلو من الوحشية، لذا يبدو أن هناك للتطور والعقلانية دورًا أو علاقة ما بتزايد العنف.
ويحاول الكتاب الإحاطة بإشكالية العنف البشري، طارحًا الموضوع في ضوء رؤى تاريخية وضمن ميادين عدة، أنثروبولوجية وفلسفية وسياسية واجتماعية، ليكشف أن إشكالية العنف أعمق من أن تكون محصورة في نطاق ظاهرة اجتماعية.
يذكر أن الأب هاني حنا سبق أن أصدر كتابًا بعنوان: "مدخل إلى تاريخ المفاهيم من عصر النهضة إلى الفكر المعاصر.. من فرانسيس بيكون إلى عمانويل ليفيناس".
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري