الشارقة، في 10 أبريل/العُمانية/افتُتحالعدد 44 من مجلة "القوافي" التي تُعنى بالشعر الفصيح، بمقالة تحت عنوان "التأمل والتجريب في إبداع الشعراء"، جاء فيها: "الشعر تجريب وعلاقة فاعلة بين الشاعر ونصه، وليس مجرد نظم يخلو من الروح التي تشكل حركة الكلمات بين القصائد، وتبعث فيها حياة أخرى من التنويعات الموسيقية ودفقات الخيال، وجمال الصورة والتأمل الدقيق لمجريات الحياة".
وبحسب الافتتاحية، "هناك عمليات اندماج طبيعية تحدث بين اللغة وفكر الشاعر، وهو ما يكشف الجمال الحقيقي في طبيعة الشعر، ويولد الإحساس الملموس بعظمته وضرورته في الحياة. وقد جارى النقد عبر الزمن الأشكال الشعرية، فتكوَّن المصطلح النقدي، ليصل إلى ذروته ومبتغاه".
وناقشتإطلالة العدد التي كتبها الشاعر أحمد الحريشي مصطلح "النقد الشعري"،واستعرضت المجلة آراء عدد من الشعراء حول حضور الطبيعة ومفرداتها في قصائد الشعراء، وتوقف عبد العزيز الهمامي عند شعراء عرب اشتهرت قصائدهم عبر التاريخ وغابت أسماؤهم.
وكتب محمد العساوي عن مدينة بلنسية (بستان الأندلس وحصنه ومنارته). وتناول الدكتور محمد زيدان السياق وبلاغته في القصيدة العربية المعاصرة، وعاينت الناقدة موج يوسف عن منتصف العمر لدى الشعراء، حيث "الذات المغتربة"،وتتبّعت الشاعرة حنين عمر دلالات العيد في قصائد الشعراء.
وتضمن العدد حوارًا أجراه هشام أزكيض مع الشاعر السوداني ياسر عبد القادر، وحوارًا أجراه محمد نجيب محمد علي مع الشاعر المغربي إدريس زايدي.
وكتب الشاعر سامح محجوب عن "البُعد الآخر في معلّقة عمرو بن كلثوم،وقرأ الشاعر سلطان الزغول قصيدة "قافية تنسلُّ من الغيم" للشاعر آمدو علي، بينما قرأ الدكتور جاسم محمد جاسم المعاناة في قصيدة "روح الأبوة" للشاعر جاسم الصحيح، ودوَّن الدكتور خليف غالب رؤاه النقدية حول ديوان "ما لم يقله ناي" للشاعر العباس محمد.
وضم العدد قصائد تنوعت مواضيعها وأفكارها وصورها بتنوع ثقافات ورؤى وبيئات شعرائها وجموح أخيلتهم.
واختتم مدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي العدد بمقالة تحت عنوان "إنسانية الشعر"، جاء فيها: "يرى الشاعر ما لا يراه النّاس، ويعرف بحارًا ويلمس أشياء في الفراغ، ويعيش إنسانية الشعر، ككائن مشدود إلى خيمة ملأى بالأسرار، فيستريح تحت غطائها ويعود إلى ناي صغير، ليعيد ترتيب لحن غير مرتبك، فيلمس شواطئ ويصعد إلى نجوم، ويهبط على جبال ويحاور نسمة، ويملأ وعاء الشعر بالأصداح الجديدة؛ فالشمس عنده ليست في مرمى المغيب، لأنه يراها مشرقة دائمًا تطلع من نهار القصيدة، ليزداد الشاعر إنسانية فيصل إلى الوجوه الجميلة ويبتسم للرفقة الناضرة".
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري