مدريد في 10 أبريل/العُمانية/ عندما توفي الرسام الاسباني الشهير /بابلو بيكاسو/ في 1973، ترك وراءه كما هائلا من الأعمال يتضمن عشرات آلاف الرسوم والنقوش والمنحوتات المستوحاة من مصادر إلهام كثيرة أضفت عليه لقب "ملتهم الأجناس والثقافات". ومن بين هذه المصادر الفن الإفريقي الذي يتميز بالقرب من الرجل لأنه ليس فقط إسبانيا وإنما، أكثر من ذلك، أيضا أندلسي.
ومع أن /بيكاسو/ قال ذات مرة في 1920 عبارة "الفن الزنجي، لا أعرفه"، إلا أن أعماله أثبتت في ما بعد عكس ذلك، حيث تزخر مجموعته الخاصة والصور الموجودة في ورشه بالكثير من التماثيل والأقنعة والحلي والطواطم وغيرها. واشتهر الرسام (1881 – 1973) بالبحث الدءوب عن أشكال جديدة وتضاريس مختلفة وأحجام غير مسبوقة، وهو ما وجده منذ بداية مشواره المهني في الفن الإفريقي.
ويجمع النقاد على أن /بيكاسو/ استخلص دروسا ثمينة من فنانين أفارقة مجهولي الهوية ليعيد شكل تفكيره ويصمم فنه خاليا من القيود، واضعا بذلك الأسس الأولى للحركة التكعيبية. وتقول المحللة /جيليات بوزو/ إنه كان يرى في الفن الإفريقي بعدا سحريا وعلاقة قوية جدا مع الإبداع المتوارث كابرا عن كابر.
وأشارت المحللة إلى الإلهام الإفريقي الملفت في عدة أعمال للرسام الاسباني مثل قيثاراته التكعيبية ثلاثية الأبعاد التي تحاكي بعض أحجام الأقنعة الإفريقية أو الرسوم البيضاء التي استخدمها في فترته السريالية في السنوات العشرين من القرن الماضي. ومن أبرز الأعمال المحاكية للفن الإفريقي تلك المنحوتة الطينية الشهيرة المنجزة في 1909 والتي تحمل اسم "رأس امرأة" وتمثل /فيرناند أوليفيا/، رفيقة /بيكاسو/.
وتحيل تسريحة "رأس امرأة" وملامح وجهها الواضحة إلى خطوط بعض التماثيل الإفريقية.
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري