الدار البيضاء في 17 أبريل /العُمانية/ يسعى كتاب "الأدب وعلم الاجتماع" للباحث عبدالجليل بن محمد الأزدي، إلى التقاط منحنيات وانعطافات الـممارسة النقدية التي تتمحور حول الاهتمام بعلائق الأدب والـمجتمع.
وخلال ذلك، يتتبّع الأزدي اللـحظاتِ الـمفصلية في هذا الشكل من النقد الأدبي، ابتداءً من القرن التاسع عشر للميلاد حتى العقد الثاني من الألفية الثالثة، من سوسيولوجية الأدب إلى النقد الاجتماعـي للنص، أي من مقتـرحات "جيـرميـن دي ستايل" وهي تدرُس الأدب في علاقاته بالمؤسسات الاجتماعية (1800م)، وصولاً إلى "كلود دوشيه" و"بيـيـر زيما" و"بييـر بوبوفيش" في مقتـرحاتهـم بصدد تعريف النقد الاجتماعـي وتحديد جهازه المفاهيمي وطرائق اشتغاله وآفاقه الـممكنة.
ويشير الباحث في كتابه الصادر عن مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف بجامعة القاضي عياض، إلى أن "أوغست كونت" اقتـرح الـمقاربة التاريخية للفنون، تلك التـي صيغت بالتفصيل في كتاب "فلسفة الفن" (1865) للناقد الأدبي "هيبوليت تيـن"، الذي حاول فيه تفسيـر العمل الفنـي في علاقاته مع الوسط الاجتماعـي لـمُنتِجه.
ويتناول الأزدي كتابات الناقد الفرنسـي "غوستاف لانصون" التـي سعت إلـى الاقتـراب من النصوص الأدبية لافتةً الانتباهَ إلى فعلِ القراءةِ نفسِه. ورغــم قيمة هذه الـمقاربات وأهميتها من منظور النقد الاجتماعـي، إلا أنها اتسمت بـضعف مـنــهــجـي وبانطباعية ذاتية وفقاً لما يراه الباحث.
ويشير إلى أن النظريات الـماركسية عن الـمجتمع والتاريـخ والصراع الطبقـي، أسهمت في صياغة مقاربات اجتماعية تُفَتِّشُ عن صلاتٍ بين الأدب والصراع الطبقي والاقتصاد والأيديولوجية والتكنولوجيا. وفي هذا الأفق، تقع مداخلات "لينيـن" عن الأدب، وفيه كذلك انخرطت تحليلات "جورج لوكاش" و"لوسيان غولدمان" و"ثيودور أدورنو" مُنَظِّر مدرسة فرانكفورت، وكذا تحليل "إيردمان ميـرينـغ"، ثم تنظيـرات "بييـر ماشري" بخصوص الإنتاج الأدبي ومقتـرحات "كلود دوشيه" في شأن النقد الاجتماعـي وفرضيات "بـيـيـر زيما" التـي أرست دعائم "الدلائليات الاجتماعية".
ويرى الباحث أن هؤلاء المفكرين والباحثين يتقاسمون فرضيةً مقتضاها أن سياق إنتاج الأدب والفن يُنتجُ أيديولوجية مُحدَّدَة تمنحها أعمال الفنان شكلاً؛ أو أنّ تشكيلَ أيديولوجية معينة يمثّل واحدةً من وظائف الفن والأدب.
/ العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري