الأخبار

ملتقى دولي افتراضي حول الفيلم السينمائي التاريخي بالجزائر
  ملتقى دولي افتراضي حول الفيلم السينمائي التاريخي بالجزائر

الجزائر في 17 أبريل /العُمانية/ يقام بالجزائر في 8 و9 مايو المقبل فعاليات الملتقى الدولي الافتراضي "الفيلم السينمائي التاريخي.. بين التجربة المحلية والتوجُّهات الدولية"، بمشاركة باحثين من الجزائر، وتونس، ومصر، والعراق، والإمارات العربية المتحدة.

ويهدف هذا الملتقى المقام بجامعة باتنة (شرق الجزائر) بحسب المنظّمين، إلى التعرُّف على الفيلم التاريخي كنوع من أنواع الأفلام السينمائية، واستقراء ظروف نشأة الفيلم التاريخي ومراحل تطوُّره، وتوضيح الفلسفات التي يقوم عليها الفيلم السينمائي التاريخي الروائي، واستعراض التجارب السينمائية الدولية للفيلم التاريخي الروائي، العربية منها والأجنبية، ومتابعة التوجُّهات المعاصرة في صناعة الفيلم التاريخي الروائي، واستشراف صناعة الفيلم السينمائي التاريخي الروائي في ظل التطوُّرات التكنولوجية الحديثة، فضلًا عن استعراض التجربة الجزائرية في هذا المجال، والتي حقّقت نجاحات كبيرة في تحويل أحداث الثورة التحريرية (1954 / 1962) إلى أعمال سينمائيّة نالت نجاحًا عالميًّا، أشهرها أفلام "معركة الجزائر"، و"الأفيون والعصا"، و"دورية نحو الشرق"، و"وقائع سنين الجمر" الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي عام 1970.

ويُشير المنظّمون في ديباجة هذا الملتقى الدولي إلى أنّ الفيلم السينمائي التاريخي يُعدُّ من أهمّ الأعمال السمعية البصرية التي اعتمدت عليها أغلب الأمم لكتابة تاريخها والمحافظة على موروثها ورصيدها الحضاري، ذلك أنّ من لا يكتب تاريخه يندثر.

ويؤكد المنظّمون من جهة أخرى، أنّ صانعي هذه الأفلام أضحوا من أقوى المؤرّخين وأكثرهم تأثيرًا، إذ أصبح الكثير من الناس يفضّلون الحصول على المعلومات التاريخيّة، أو ما يعتقدون أنّه تاريخ مباشرة من تلك الأفلام من دون اللُّجوء إلى الكتب والمصادر التاريخيّة.

ويرى المنظّمون أنّ نقل الحدث التاريخي عبر أفلام سينمائيّة أو دراما تلفزيونيّة يقتضي الحذر لصعوبته من ناحيتين؛ أولاهما متعلّقة بنقل الحقيقة، إذ يتطلب ذلك مراجعة الكثير من المراجع والمصادر التي تناولت الحدث للوقوف على الحقيقة قبل أن يجازف صانعو الأفلام بتقديم صورة مشوّهة أو غير دقيقة لحدث قامت عليه في الغالب مفاهيم ومعتقدات راسخة، وهو ما يجعل صانعي تلك الأفلام أمام ضرورة استهلاك الكثير من الوقت قبل إنجاز الفيلم. أمّا الصعوبة الثانية فتتعلّق بضرورة إيجاد الظروف التي تضع المشاهد في الإطار الزماني والمكاني للحدث بما يحمله من أبعاد شكلية وإخراجية تجعل المتلقّي يعايش الحدث في الظروف الأولى التي وقع فيها حتى يتماهى مع النماذج التي تجسّده، ولا يشعر أنّه يتابع واقعًا تمثيليًّا، وما دامت الأفلام التاريخية غالبًا ما تكون مزيجًا من الأحداث الحقيقية التي حصلت بالفعل، وبين التفاصيل المصنوعة لأغراض فنيّة وسينمائيّة، فإنّها لا تتمتّع بالمصداقية المطلقة، إذ ثمّة الكثير من الأهداف المختلفة التي يسعى إليها القائمون على تلك الأفلام، والتي قد تمّ تجسيد الحقيقة في البعض منها، وتمّ التضخيم والتحريف والتلفيق في بعضها الآخر، وهذا ما يجعل من تلك الأفلام السينمائيّة سلاحًا ذا حدّين.

/ العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..


select * from silent_mdaycount where (date='2023-12-06' and module='topics-showtopic' and catid='6' and id='416679')