باريس في 19 أبريل /العُمانية/ تفتتح المكتبة الوطنية لفرنسا في باريس معرضًا يستذكر واحدًا من الإبداعات التي وضعت بصمتها على الإنسانية من خلال استعراض تاريخ تطور المطبعة وعوامل نجاحها الرئيسية. وكانت القارة الأوروبية بأكملها قد اكتشفت في وسط القرن الخامس عشر، تقنية إعادة نسخ الكتب التي دحرجت حركة النشر فيها وغيّرت نمط ووتيرة الولوج إلى المعارف، ألا وهي المطبعة.
وهكذا تعرض المكتبة الوطنية لفرنسا للمرة الأولى بشكل متزامن تحفًا استثنائية من مجموعاتها الخاصة، على رأسها أقدم خشب منقوش غربي عرفه الإنسان، وهو "خشب بروتا" الذي يعود لنهاية القرن الرابع عشر أو بداية القرن الخامس عشر. وتشمل التحف أيضًا أقدم كتاب محفوظ في العالم تمت طباعته انطلاقًا من الحروف المطبعية المعدنية، وهو "جيكجي" المنجز بكوريا في 1377 وأقدم مطبوعة كبيرة أوربية هي "إنجيل غوتنبيرغ" (ألمانيا في حدود 1455).
ومع أن اختراع المطبعة ينظر إليه أنه منعطف تاريخي أساسي جسّد الولوج إلى الحداثة، إلا أنه يتم اختصاره غالبًا في حدث وحيد هو طباعة إنجيل من 42 سطرًا من طرف /جوهان غوتنبيرغ/ في مدينة "ماينز" الواقعة على الضفة الألمانية نهر الراين. وهو حدث يسعى المعرض الحالي إلى وضعه في سياقه الدقيق من خلال التذكير بأساليب الطباعة التي سبقته.
ففي الصين أو كوريا، مورست الطباعة على القطع الخشبية منذ القرن الثامن في حين توصلت أوربا بكتاب "جيكجي" المطبوع بحروف متحركة معدنية قبل طباعة "إنجيل غوتنبيرغ" بأكثر من 70 سنة.
/ العُمانية / طلال المعمري