الأخبار

رحيل الباحثة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي
رحيل الباحثة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي

عمّان في 20 أبريل /العُمانية/توفيت الباحثة والمترجمة الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي عن عمر 95 عامًا اليوم في العاصمة الأردنية عمّان.

وأنهت الجيوسي المولودة عام 1928 ببلدة السلط الأردنية، تعليمها الثانوي في كلية شميت الألمانية بالقدس، ودرست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم سافرت إلى لندن، حيث التحقت بجامعتها وحصلت منها على درجة الدكتوراة في الأدب العربي، وعملت أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأمريكية، قبل أن تتفرّغ لمشروعها الخاص في البحث والترجمة.

بذلت الجيوسي جهودًا نوعية منذ أواسط خمسينات القرن الفائت في تعريف الغرب والعالم بالثقافة العربية والاحتفاء بالتراث العربي والمنجز الأدبي العربي المعاصر من خلال مشروعاتها المتنوعة في الترجمة والتثاقف والتواصل الحضاري.

وفي هذا السياق، أسست الراحلة في عام 1980 مشروع "ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية" /بروتا/، بعد أن رأت أن الحاجة ماسّة لوضع الكتاب العربي الجيد على رفوف المكتبة العالمية، ولسدّ الفراغ الناتج عن غياب الثقافة العربية في المدوّنة الإنسانية.

بعد ذلك أسست "رابطة الشرق والغرب" للدراسات /1992/، وهو مشروع عُني بإصدار عدد من الكتب النوعية المشتملة على دراسات حضارية، ومنها كتاب جامع عن حقوق الإنسان في الفكر العربي، وآخر عن القدس في التاريخ والتوراة، وثالث عن المدينة في العالم الإسلامي، ورابع عن الفن القصصي العربي في العصور الكلاسيكية.

ومما يَسِم تجربة الدكتورة سلمى، تنوّع اهتماماتها وتعدُّد اشتغالاتها، فمِن الشعر إلى النقد، ومن تأريخ الأدب إلى البحث والترجمة، ومن الإشراف على الأنطولوجيات الموسوعية إلى الغوص في التراث، فقد أبدت اهتمامًا بالشعر في بداياتها، وأصدرت مجموعتها اليتيمة فيه تحت عنوان "العودة من النبع الحالم" عام 1960، كما ساهمت في حركة التجديد الشعري في ستينات القرن الفائت، ثم تحولت إلى النقد والبحث والترجمة والتحرير.

وفي مطلع الستينات، ترجمت الدكتورة سلمى عددًا من الكتب عن الإنجليزية، منها كتاب لويز بوغان "إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن" (1960)، وكتاب رالف بارتون باري "إنسانية الإنسان" (1961)، والجزأين الأوَّلَين من "رباعيّة الإسكندرية" للورانس دريلم "جوستين" و"بالثازار" (1961/1962)، و"هكذا خلقت جيني" لأرسكين كالدويل (1961)، و"والت ويتمان" لريتشارد تشيس 1962، و"الشعر والتجربة" لآرشيبالد ماكليش (1962).

إلى جانب ذلك، حررت الجيوسي أكثر من أربعين عملًا في إطار مشروع "بروتا"، ومن بين هذه الأعمال سبع موسوعات ضخمة للأدب العربي الحديث، هي: "الشعر العربي الحديث" (93 شاعرًا)، "أدب الجزيرة العربية" (95 شاعرًا وقاصًّا)، "الأدب الفلسطيني الحديث" (103 شاعرًا وكاتبًا)، "المسرح العربي الحديث" (12 مسرحية، بالاشتراك مع روجر آلن)، "القصة العربية الحديثة" (187 إدخالًا)، ثم المسرحيات العربية القصيرة (20 مسرحية).

وكانت الراحلة قد مُنحت وسام منظمة التحرير الفلسطينية (1990)، والجائزة التكريمية التي يقدّمها اتحاد المرأة الفلسطينية في أمريكا (1991)، ووسام القدس (1999)، ووسام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت (2002)، وكرّمتها جمعية الخريجين العرب الأمريكيين (1996).

كما نالت جائزة سلطان العويس للإنجاز الثقافي (2008)، وجائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة (2009)، وجائزة الشيخ زايد/ شخصية العام الثقافية (2020)، وجائزة محمود درويش للإبداع (2023) .

/العُمانية/

جعفر العقيلي