الأخبار

معرضُ مسقط الدّولي للكتاب: الكتابة الإبداعية بين الموهبة والصنعة
معرضُ مسقط الدّولي للكتاب: الكتابة الإبداعية بين الموهبة والصنعة

مسقط في 26 فبراير /العُمانية/ نظمت اللجنة الثقافية وضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب اليوم ندوة بعنوان "الكتابة الإبداعية بين الموهبة والصنعة"، بمشاركة الكاتب والروائي زهران القاسمي من سلطنة عُمان، والكاتب طاهر الزهراني من المملكة العربية السعودية ومحمد عبدالنبي من جمهورية مصر العربية.

بدأت الندوة التي أدارتها الروائية هدى حمد الجهورية من خلال الحديث عن محفزات الكتابة، وما يجعلها في صورتها النهائية لدى القارئ، بدءا من كونها فعلًا إبداعيًّا وموهبة مهمة في حياة كل إنسان ولكنها لا تنفصل عن الصنعة، كون أن الإنسان لا بد أن يعمل عليها ويطورها من خلال النظر في تجارب الآخرين والتأمل في الحياة من حوله ومدى تغذية تلك عملية الكتابة.

وأشار المشاركون إلى أنه ليس كل كاتب من الممكن أن يكون مدربا خاصة فيما يتعلق بالتواصل مع الآخر مع التركيز على الاستفادة أيضا من خلال إقامة هذه الحلقات الخاصة بالصنعة وهنا يعمل الكاتب على تحديث بياناته الأدبية واكتشاف تجاربه من جديد مع الاستفادة الكبيرة من المتدربين أيضا.

وذهب المشاركون من خلال حديثهم إلى أن الاحتراف والصنعة في الأدب كان مثال جدل منذ الأزل، فهناك من يرى أن الأدب هو موهبة قائمة بحد ذاتها، ولا تخرج في إطارها الاحترافي، إلا أنها لا بد أن تعزز من خلال الممارسة والتفاعل مع الناس وأحوالهم والغوص في تفاصيل يومهم، ويعزز ذلك التعرف على مفاهيم الكتابة وأسس الاطلاع على تجارب الآخرين.

ووضح المشاركون أن التعلم أمر ضروري للكاتب خاصة في بداياته من أجل كسب الخبرة الإبداعية والسير على دروب الاحتراف، مع التأكيد على أن الإبداع أمر مستمر يتشكل في البحث وتتبع المعارف أيضا، والتي يجب على الكاتب أن يتزود بها خاصة في المجالات التي دائما ما تلامس واقع الإنسان المعاش، كما أن اكتساب تجارب الآخرين ضروري جدا في تكوين تراكم معرفي لدى الكاتب خاصة في بدايات مشواره مع الكتابة.

وبيّن المشاركون أن للمبادرات الكتابة إسهاما إيجابيا في إيجاد كتّاب محترفين وأعمال تخرج للقارئ بصورة مهمة، فهي تنمي المواهب وتصقل الجوانب الإبداعية المخفية لدى المبدع في غالب الأوقات.

وناقشت الندوة انتعاش القصة على سبيل المثال لا الحصر، ومدى إسهامها في تشكيل الوعي العام بأصول الكتابة، وما إذا كانت مفيدة أم أنّها قدمت وجها تجاريًّا، كما طرحت تساؤلًا يتمثل فيما إذا كان من الممكن تعليم الآخرين كيف يصيروا كُتّابا حقيقيين، ووضح المشاركون أن فعل الكتابة ليس أمرا جديدا، بل تشكل منذ أمد بعيد وهو متجدد بتجدد الحياة وما يعتريها من ظروف وأحوال متشابهة ومتناقضة.

وتحدث المشاركون عن الأشياء المحرضة للكتابة، التي تتشكل من خلال القراءة والتفاعل مع الناس، بحيث يكون الكاتب قريبا من التفاصيل الملهمة ومطلعا على التراث الإنساني وقريبا من جميع الآداب في العالم وأن يكون مشاهدا جيدا للسينما كونها تعطي بُعدا آخر للتجربة.

ونفى المشاركون أن يكون للذكاء الاصطناعي في المستقبل ذاك الحضور الكبير في كتابة المحتوى السردي كونه فعلا بشريا ذا إحساس ومشاعر صادقة قوية، وإن حصل فهو مجرد مساعد للكاتب ليس أكثر من ذلك.

وأجمع المشاركون على أن الكتابة منحة عظيمة للإنسان تُصقل بالتجارب والسنين، كما أنها عملية تواصل نبيلة ومن خلالها يتواصل الإنسان مع الثقافي وهي وجه من أوجه التحضر ووسيلة لكسب محبة الناس.

/العُمانية/

خميس الصلتي