الأخبار

"طائر التمّ" لفهمي جدعان.. سيرة ذاتية تجمع بين الأدب والفلسفة

بيروت في 4 مارس /العُمانية/يستدرك الدكتور فهمي جدعان، في الطبعة "المسدَّدة والمتمَّمة" من مسيرته المحكيّة "طائر التمّ"، وقائع ذات خصوصية، ويستأنف الحديث ليخلُص إلى نصّ متكامل متمّم تمتدّ أحداثه بين قرية فلسطينية مناضلة يتم اقتلاعها في عام 1948، ومدينة تاريخية يُراد إبادتها في عام 2024.

كتب الروائي إبراهيم نصرالله عن الكتاب الذي جاء في 552 صفحة: "عابراً للفنّ الروائيّ ومقيماً فيه، يحتفي فهمي جدعان بالسرد الأدبيّ، مانحاً إياه بلاغة تفوق بلاغة الخطاب الفلسفي، ويأخذنا معه مفكّراً وفيلسوفاً وأديباً، أيضاً، ولاجئاً في المخيّم، وطالباً في جامعة دمشق ثم السوربون، وأستاذاً كبيراً حفرت أعماله الكبيرة، الفرنسية والعربية، اسمه واحداً من ألمع وأنبل المفكرين العرب".

زجّ جدعان في سرده بين الشخصي والجمعي في توثيقه لمسيرة حياته التي شكّلتها النكبة وتحولت إلى مرجعيتها، وهو لا يحكي فقط عن عالم الكاتب الذاتيّ في خطوه وتقلّبه القاسي بين مدن متنوعة وفضاءات غير عادية وخبرات فريدة، وإنما يضعنا أيضاً في امتحانات عالمين يتقابلان: عالم عربيّ يعاني ويتلظّى بتشظّيه، وعالم غربيّ يتبنى "ازدواج المعايير" وتفتقر سياسات الدول فيه للوضوح الأخلاقي تجاه الإنسانية.

يسرد الكاتب في "طائر التم" ما تعلّمه من الحياة، وما اختبره في ظروف الشقاء وخرج منتصراً، ويرسل تحية مبلّلة بالدموع إلى قريته الفلسطينية البعيدة: عين الغزال. ويمثل الكتاب سيرة ذاتية يتكامل فيها الأدبي والفلسفي ببلاغة من خلال نثر مقتصد متعدد المراجع.

ويجمع جدعان في كتابه بين الرواية والسيرة، منتجاً سيرة روائية بصيغة الجمع، احتضنت تعددية زمنية، واضحة المفاصل، استُهلِّت بالنكبة، وتابعت تحوّلات عالم عربي طويل الاحتضار، ورصدت أقدار "لاجئ" يلبّي إرادته ولا ينصاع إلى أحد.

ويمثل الكتاب الصادر عن المؤسسىة العربية للدراسات والنشر، سيرة "فلسطيني واقعيّ طلبَ المستحيل"، وصدى لعالم عربيّ تُنذر المآسي فيه بأن مستقبله في خطر إن لم يقم بانعطافةٍ سريعة تنقذ شعوبه من المجهول.

/العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري