الأخبار

"تمهيد لعزلة طويلة" لزياد محافظة.. رواية عن مصائر البشر

عمّان، في 4 مارس /العُمانية/ تتناول رواية "تمهيد لعزلة طويلة" للكاتب الأردني زياد أحمد محافظة حكاية رجل يعمد إلى تغيير مصائر الآخرين والتلاعب بها، وإعادة رسمها وتشكيلها بصورة متخيلة، محاولاً بهذا منحهم شيئاً من البهجة الزائفة والطمأنينة المشتهاة، أو تجنيبهم اللحظات القاسية.

وإذ ينذر البطل نفسه لهذه المهمة التي ينساق فيها لمخيلته الخصبة وسرده الأنيق، إنما يفعل هذا سعياً منه للتكفير عن زلاّته والتطهُّر مما علق بروحه من سقطات وأكاذيب وخيبات، لتكون الرواية بذلك رواية الاحتمالات المتعددة وجواز كل الوجوه وعدم جوازها في آن واحد.

تمضي فصول الرواية الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمّان، في أزمنة متداخلة، وأجواء تتشابك فيها العلاقات الإنسانية وقصص الحب والمصائر الغامضة، مع الأحداث السياسية والاجتماعية التي تفرض نفسها على المشهد الروائي وتدخل طرفاً فاعلاً فيه.

ومع تصاعد البناء الدرامي للحكاية، تتوالد القصص وتتعقد الأحداث لتميط اللثام عن تفاصيل صغيرة، كانت تتشكّل على مقربة من القارئ كتمهيد للحظةٍ فارقة، تدفع بطل الرواية للانسحاب من الحياة، واللجوء لعزلة طوعية طويلة، يُخضع فيها نفسه وحياته لمحاكمات نفسية عميقة، ترهق ذاته المكبلة بالأسى، لتمسي العزلة ملاذاً، والألم مهرباً، ومواجهة الذات سبيلاً وحيداً للخلاص.

ويدرك بطل الرواية في نهاية المطاف أن المسالك المختصرة لا تصل بنا عادة للوجهة المنشودة، وأن الحياة أكبر من أن تنطلي عليها حيلنا وألاعيبنا، علاوة على أن عبثنا بأقدار الآخرين وتلاعبنا بها، لا يمكن له بأيّ حال من الأحوال أن يغيّر شيئاً من قدرنا نحن.

يُذكر أن محافظة فاز بجائزة أفضل رواية عربية (2015) ضمن جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب عن رواية "نزلاء العتمة"، كما اختيرت روايته "يوم خذلتني الفراشات" للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2012)، وصدرت له أيضاً أربع روايات هي "بالأمس كنت هناك"، و"أنا وجَدّي وأفيرام"، و"أفرهول"، و"حيث يسكن الجنرال"، و"سيدة أيلول"، إلى جانب مجموعة قصصية بعنوان "أبي لا يجيد حراسة القصور".

/العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري