مسقط في الأول من يوليو /العُمانية/يقدم الكاتبعوض الشنفري في روايته "هزار"، رؤية واقعية لمعاناة اللاجئين الذي غادروا بلدانهم بسبب النزاعات فيها، وذلك من خلال البطلة "هزار"، ابنة الثامنة عشرة التي تروي الأحداث بلسانها، بما يمنح هذا العمل السردي صدقيةً عالية ويجعله قريبًا من وجدان المتلقي.
تتناول القصة أحداثًا مرت بها فتاة لاجئة واجهت المخاطر في عدة محطات، لكنها استطاعت بشجاعتها الانتصارَ على الأهوال والمصاعب.
وتعكس "هزار" قوة الإرادة والصمود، وتذكّرنا بأهمية التمسّك بالأمل والتحلّي بالشجاعة في مواجهة التحديات، ومنها نستلهم القوة والإرادة ونستخلص الجوانب الإيجابية في الحياة، وهي تؤكد لنا أن الأمل موجود حتى في أصعب الظروف، وأن القوة الإنسانية قادرة على تحمّل الكوارث والمحن والتغلّب عليها.
وتكشف الرواية أثر الصراعات على حياة الناس وآمالهم وطموحاتهم، وتجسّد رسالة الأدب بوصفه انعكاسًا للواقع ومتفاعلًا معه ومنساقًا وراء أحداثه ومتشابكًا معه، يصور أحداثه ووقائعه بما فيها من مآسٍ وأفراح وتحولات.
تعرّف "هزار" بنفسها فتقول: "اسمي هزار، وأنا أبلغ ثمانية عشر ربيعًا، لم يكن يهمني في ظلّ الوضع القاتم المُشبع برائحة البارود إلا أن أنهي دراستي الجامعية في التخصص الذي أحبه وهو هندسة التصميم الداخلي. فالجمال هو كل ما أبحث عنه في هذه الحياة". ومن هنا تبدأ الحكاية، كما كل حكايات الأمل بالمستقبل، والبحث عن الجمال، ليمتزج الواقع بالخيال والأمل بغيابه، وتتقاطع الأحداث لتصنع حياة بائسة، وتأخذنا في رحلة سرد ورقية تجسد أحداثًا حقيقية من خلال بطلة الرواية، لتتابع سردها الدرامي للأحداث في وطنها منحازةً للإنسان وللإنسانية.
أوجد الروائي فضاءات متعددة واقترح مشاهد حياتية متنوعة وصنع لحظات روائية مليئة بالمفاجآت والحوارات الفنية التي أسهمت في تكوين صورة جلّية عما يحدث.
وسرد الشنفري ببراعة كيف يهاجر المواطن من بلده وسط أجواء من الضبابية تاركًا خلفه أحلامه، حيث تهاجر "هزار" مع والدها عن طريق مصر إلى إحدى الدول الأوروبية لتعيش مأساة التشريد والخوف من المجهول.
يشار إلى أن الشنفري أصدر أخيرا كتابًا بعنوان "من الكآبة إلى السعادة"، يستعرض فيه خبرات أدباء وعلماء وفلاسفة ومشاهير، لتحويل الأوقات الصعبة إلى فرص للنمو والتطور الشخصي، بهدف المساعدة على التغلب على الحزن والكآبة، واستعادة الفرح والسرور والتوازن في الحياة.
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري