الأخبار

"حيوات سحيقة" للقيسي.. تجسُّدات النَّفس البشرية عبر العصور

لندن، في الأول من يوليو/العُمانية/تندرجُ رواية "حيوات سحيقة" للكاتب الأردني يحيى القيسي ضمن مشروع بحثِي سردي منفتح على الماورائيات والغرائبي والعجائبي.

إذ تطرح الرواية التي صدرت طبعتها الثانية أخيرا عن منصة "ألف كتاب وكتاب" البريطانية للنشر، سؤالًا عن إمكانية أن يكون الوجود الروحي للإنسان سابقٌ على وجوده الجسدي، أي إمكانية أن تكون النَّفْس البَشرية قد تمَّت استضافتها في أجساد أخرى خلال رحلتها على مدار الزمن.

ويقول القيسي إنه وظف هذه الفكرة من خلال استحضار مأساة الحلَّاج إضافة إلى أحداث أخرى عبر الأزمنة السحيقة، كما أعاد إحياء رحلة المستكشف السويسري بيركهارت الذي اكتشف البترا (المدينة المنحوتة من الصخر جنوب الأردن) للغرب عام 1812م، وطرح العديد من القضايا المتعلقة بجذور العنف والتطرّف عبر رحلة البطل الذي كان قادرًا على الولوج إلى أعماق النفس القصية ويختلط الواقع عنده بالخيال.

من نصوص الرواية نقرأ: "في تلافيفِ رأسي قِفارٌ معزولة يقتلها الصَّمت. فجأةً تُداهمها أصواتُ ضَوَارٍ تَجُوح، وأيائلَ تئنُّ، وخيولٍ تصهلُ، ونساءٍ يصرخْنَ، ورجالٍ يبكون. أرى سُيوفًا تُسحبُ من أغمادها، ورِماحًا تتشابَكُ في حقولٍ مَحروقةٍ، ومنجنيقات ترسل صخورها لهدم القلاع، وبنادق آليَّةً مُصوَّبة على الرُّؤوس، وطائرات تُلقي بحِممِها، ومواد كيماويّة تكوي الأجْساد، وجُنودًا يهربون في كلّ اتّجاه بحثًا عن الحياة بين رُكام الجثث".

وأيضًا: "حين أعودُ إلى نَفسي أُحاول أنْ أُغلق هذه الفُوَّهة التي انفتحت في رأسي من طلقةٍ عابرة، أو ذلك الجُرح الَّذي ما يزالُ ينزف من طعنةِ خنجرٍ في صَدري. أُلقي بنفسي في حُضن أُمّي وأعودُ طفلًا بلا ذاكرة، يتخثَّر الحَليبُ فوق شفتيَّ في خيمةٍ تتأرجحُ وسط صحراء لا نهاية لها. هُناك حيث يلتصق الأفق بزُرقة السًّماء، وتهبطُ نجماتُ اللَّيل كي تَغفو فوق رمالِها".

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري