الأخبار

"عزلة وارفة" للمغربي محمد الساق.. الشاعر حين يبحث عن معنى

الرباط، في الأول من يوليو/العُمانية/يمزج الشاعر المغربي محمد الساق في ديوانه "عزلة وارفة" بين التساؤلات والتأملات في إطار رحلة متلاحقة الأنفاس عبر عدد من القصائد/ الدفعات القوية القصيرة المباغتة.

وتتبدّى نبرة السخرية في الديوان بالإهداء الذي يوجهه الشاعر إلى "ظله"، ويستشهد الشاعر بمبدعين شكَّلت بعضُ عباراتهم وجدانَه، إذ يفتتح ديوانه باقتباس للكاتبة المسرحية الأمريكية "إدنا ميلاي" تقول فيه: "هناك فجوةٌ في العالمِ أجدُ نفسي أمشي إليها باستمرارٍ في وضحِ النهار، وأسقطُ بها في الليل".

وتأتي قصائد الديوان مثل رشقات خاطفة تصيب الهدف، ففي نص "عادة يومية" يقول الشاعر:

"كلّما أمْطَرَتْ فكرة في مُخيّلتي

نمتُ مُنتشيًا مُوقنًا أنّني في الصباحِ

سأفتَحُ عينيَّ في غابةٍ

عندَ أنهارِها يتجمَّعُ

شَعبٌ منَ الكلمَات!".

ويطرح الشاعر عددًا من التساؤلات الوجودية تدور حول: متى ولماذا وأين وكيف ومن؟ كما في قصيدة "أسئلة ساخنة" التي يوصي فيها نفسه بالصمت مثل خير رفيق:

"لو كنتَ تدري أيَّ نارٍ

تضرمُ الكلماتُ فيكَ إذن

جعلْتَ الصمتَ تُزهِـرُ روحُهُ في مُعجمِكْ".

وفي قصيدة "مصير" يقول الشاعر:

"كانَ البحرُ يُقلّدُ

ضِحكَتها

والرّيحُ تُحاFي

غيمتَها

والآنَ أراها

تشربُ

حسْ

رتَ

ها...".

وكأن وقع قطرات دموع الحسرة تنقر مسامع القارئ وفق ذلك الرسم الإيقاعي للقصيدة، لا سيما في الخاتمة.

وفي قصيدة "فخ" نقرأ:

"سأل القبرُ ضيفَه الشاعرَ:

- كيف انتهيتَ إليّ؟

قال الشاعرُ:

- بينما كنتُ أقفزُ من معنىً

إلى آخر مطاردًا وجهَ المجازاتِ

دُستُ بقلمي على معنىً مفخّخٍ نصبه الموتُ لي في القصيدة

فوجدتُني في جوفِك".

وكأن الموت هو الختام للديوان مثلما هو نهاية حياة البشر أجمعين.

يُذكر أن الساق وُلد عام 1993، صدرت له مجموعتان شعريتان هما: "أنشودة الليل الأخير" و"ألقِ عصاك يا غيب".

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..