مسقط في 29 يوليو /العُمانية/ ناقشت الجمعية العُمانية للمسرح، ضمن جلسة أدبية، واقع المختبر المسرحي وأثره على الجمهور في إطار برنامجها الفني الثقافي خلال الفترة الحالية.
وتحدث الباحث التونسي المتخصص في مجال المسرح الدكتور سامي النصري، عن مفهوم "المختبر المسرحي" وأهميته في تطوير الفنون المسرحية، حيث يُعد فضاءً استثنائيًّا للتساؤل والتجريب في المسرح. مشيرًا إلى أن المسرح يحتاج دائمًا إلى التفكير المتجدد وعدم الثبات على المسلمات، وأن المفاهيم تشكل الأرضية التي ننطلق منها لاكتشاف الفنون الجديدة.
ووضح أن المختبر المسرحي ليس مجرد مكان للتدريب، بل هو ساحة للتكوين والإبداع والتجريب، حيث يمكن للممثلين إعادة اكتشاف قدراتهم وتطويرها، فهناك ثلاثة مفاهيم أساسية لفهم عملية المختبر المسرحي، وهي: المخاطرة، والقسوة، والغرابة. وأوضح أن المسرح بدون مخاطرة لا يكون مسرحًا، حيث يأتي الممثلون إلى المسرح ليجازفوا باكتشاف ذواتهم وإعادة تطويرها.
مبينًا أن المختبر المسرحي يتطلب من الممثلين التزامًا يساعدهم على تحقيق صفاء داخلي يمكنهم من تقديم أداء متميز، وتطرق النصري إلى أهمية التعامل مع الممثل في المختبر المسرحي، موضحًا أن التكوين المسرحي يتطلب من الممثل أن يتعامل مع ذاته بشكل عميق ويتجاوز التحديات الداخلية. مشيرًا إلى أهمية التعامل مع المادة المسرحية بمختلف أشكالها، مثل النصوص والأقنعة والارتجال، ما يساعد الممثلين على بناء شخصيات جديدة واكتشاف مواهبهم.
وأشار إلى استخدام الموسيقى والإيقاع في التدريب المسرحي، مؤكدًا أن إدخال هذه العناصر يمكن أن يساعد الممثلين على تحسين قدراتهم في التنسيق والتحكم في الأداء. وأوضح أن هذه العناصر تمثل نظامًا يساعد في تنظيم الأداء المسرحي.
مؤكدًا على أن المسرح العربي بحاجة إلى إعادة النظر في جذور التكوين المسرحي وأهميته، بدلًا من التركيز فقط على الإنتاج النهائي. وأشار إلى أن التكوين المسرحي هو الأساس لبناء نتائج مسرحية قوية ومؤثرة، وأن النص المسرحي يجب أن يُعد أداة لبناء صورة مسرحية شاملة.
/العُمانية/
خميس الصلتي