الأخبار

"كاميرا".. مسرحية عن أهمية الكلمة والصورة في التعبير عن القضايا الإنسانية
عمّان، في 29 يوليو/ العمانية /تؤكد مسرحية "كاميرا" للمخرجة الأردنية مجد القصص أهميةَ الكلمة والصورة في التعبير بشكل واعٍ وعقلاني عن القضايا الكبرى سعياً نحو التغيير، وتؤشر على دور الفن في التواصل مع الجمهور والتأثير به.تقول المخرجة حول مسرحيتها التي عُرضت ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2024: "نقدم هذا العمل لنقول لشعبنا في فلسطين: نحن معكم في قضيتكم العادلة"، مضيفةً: "قلت للممثلين قبل العرض: إذا عبّرتم بصدق عن مشاعركم سيقف الجمهور مصفّقاً لكم"، وهذا ما حدث بالفعل، إذ ضجّ المسرح بعد انتهاء العرض بالتصفيق.يتخذ العمل الذي يضمّ سبعةَ مشاهد ضمن طابع درامي غنائي، من بطولة الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال ركيزة أساسية له، وهو ما عبّر عنه أداء الممثلين على الخشبة: نهى سمارة، نبيل سمور، هشام سويدان، مثنى الزيدي، محمد البطوش، نادين خوري، رفيف الجبر، سارة أبو زهرة، ورند العزة. فقد جسّد كلّ منهم حالة إنسانية عميقة، مليئة بالمشاعر والصدق.تدور حكاية العمل حول صحفي ومصور يرصدان أهم الأحداث التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعة عقود، ويلتقيان بالنازحين ومنهم "أم علي" التي تصرّ على البقاء بأرضها، وترفض الرحيل، وتحث الآخرين على التمسك بأعمدة بيوتهم رغم القصف المحيط بهم. وتصوّر المسرحية محاولات إسكات صوت المراسل الصحفي والمصور كلما عرضا حدثاً يكشف جرائم الاحتلال، إلا أن هذه المحاولات تعجز عن إسكات الحقيقة.تشتمل المسرحية بعد ذلك على بثّ مشاهد من الأرشيف حول الممارسات التي أدّت إلى تشتيت أصحاب الأرض وإخراجهم منها بالقوة، ويترافق هذا البث مع قصة "وصال" التي تبحث عن أيّ شخص ناج من عائلتها في المخيم، إذ تحولت حياتها بين ليلة وضحاها إلى مأساة حقيقية.وفي مشهد لاحق تعرض المسرحية قصة "أم رضوان"؛ خنساء فلسطين التي قدمت خمسة من أولادها شهداء للأرض، وهي تمثل نموذجاً للصبر والقوة الداخلية التي تعرف أن للحرية ثمنها الغالي. يلي ذلك مشاهد ترصد الأسيرات وما يتعرضن له في سجون الاحتلال وهن يحاولن مقاومة الظلم والدفاع عن الأرض، لتختتم المسرحية بقتل أبناء الصحفي واغتيال المصور، إلا أن البث يستمر لتصل الحقيقة إلى العالم.جاءت المسرحية التي كتب نصَّها المخرج والممثل الأردني زيد خليل مصطفى متنوعة من حيث تقنيات الإضاءة والصوت، واعتمدت على سينوغرافيا بسيطة ومعبّرة وقادرة على صنع حركة على المسرح والتناغم مع تتابع اللقطات وتوليفاتها وتداخلاتها.ونجحت المسرحية في الموازنة بين الزمنين الماضي والحاضر، وتأطير ذلك كله بتقنيات حداثية من مثل شاشة العرض في خلفية خشبة المسرح، والصور الحية، والموسيقى التي تتواءم مع طبيعة الأحداث.إلى جانب ذلك، اعتمدت المخرجة على اللونين الأبيض والأسود كزيّ للممثلين، وفي ذلك إشارة إلى نوع الصراع الذي تناولته، ولم تلجأ للألوان إلا في مشاهد أخيرة في المسرحية؛ لتصور أن الرسالة الإنسانية لا حدود لها وأن الحقيقة تملك جواز سفر يتيح لها الوصول إلى كل بقعة في العالم.باعتماد هذه التقنيات أوصلت المخرجة رسالتها من غير اللجوء إلى الشعارات والمقولات الجاهزة، إذ ركّزت على إبراز المشاعر الإنسانية وعلى ما يتركه الاحتلال من ندوب نفسية واجتماعية على الإنسان، وتأكيد قيمة الصمود والتسلح بالإرادة والعزيمة.تجلّى ذلك بوضوح في التمازج بين الأداء الجسدي والأداء الصوتي للممثلين، مما أتاح لهم مساحة كبيرة للتفاعل مع الجمهور، وتقديم حالات إنسانية بطريقة مقنعة استطاعت أن توصل رسالة العرض بقوة وبساطة./العمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..