الأخبار

"مونبارناس".. روايةٌ اجتماعيّة تمزجُ بين الحقيقة والخيال

الجزائر في 5 أغسطس /العمانية/ تعود أحداث رواية "مونبارناس"، الصّادرة عن دار أدليس للنشر والتوزيع بالجزائر، بقلم الروائي ناجي أمين بن باطة، إلى صباح يوم 8 مارس 2007، وهو التاريخ الذي يصل فيه صحفيٌّ من مجلة فرنسيّة إلى برج "مونبارناس" في باريس، بدعوى التصوير من الأعلى لإنجاز ربورتاج عن أجمل المناظر في العاصمة الفرنسيّة، وطلب الإذن بالوصول إلى مختلف نوافذ وشرفات البرج العلوية.

وبعدما قام بالتقاط بعض الصُّور من مختلف الطوابق، استأذن بالدخول إلى ساحة الطابق الـ 58، والتي كانت ممنوعة على العامة؛ كونُها نقطة مشبوهة تمّ منها تسجيل العديد من حالات الانتحار. لكن، بفضل بطاقته الصّحفية، تمكّن من إقناع إدارة البرج بأحقيّته المهنيّة في ذلك، فوفّروا له عون حماية لمرافقته ومساعدته في التقاط الصُّور بسلامة وأريحية. وفجأة، استغلّ الصحفيُّ غفلة عون الحماية، وقفز من علو 200 متر، فسحق جسده عند أسفل البرج، ما جعل أهل باريس والعائلة الصّحفية الفرنسية بأكملها تحت الصدمة.

في تلك الأثناء، يُفضّل بطل الرواية "عبد الحميد أوجلول" قضاء عطلة الربيع عند خالته في فرنسا، بعدما كان يقضيها في الآثار النوميدو - رومانية في تيبازة مع أصدقائه "رضوان" ابن منطقة شنوة، و"مادغيس" من خنشلة، و"إيدير" من برج بوعريريج، و"دقا" من الأغواط؛ هؤلاء الأصدقاء الذين جمعتهم الأقدار في تخصُّص جامعي واحد، وهو علم الآثار.

وخلال إقامته في فرنسا، يعيش عبد الحميد تفاصيل انتحار الصحفي، وتواجهه الكثير من المواقف الصّعبة والمحرجة، خاصّة مع ابنة خالته "ديانا" التي أصبح يكنُّ لها الكثير من المشاعر فجأة.

وعلى هذا النسق، تتواصل أحداث رواية "مونبارناس"، وتتداخل وقائعُها، ومصائر أبطالها، لتصنع أمام القارئ دراما اجتماعيّة نسج الكاتبُ خيوطها بإتقان وحرفيّة كبيرين.

ويؤكّد الروائيُّ ناجي أمين بن باطة في تصريح "لوكالة الأنباء العمانية" بالقول: "يستندُ هذا العمل الروائيُّ فعلًا على وقائع حقيقيّة تطوّرت أحداثها بفضل خيال الكاتب، والهدف منها ليس السّرد والإمتاع والإخبار بقدر ما هو النصح والتحذير من آفة الانتحار، وإنكارها؛ ذلك لأنّ القلم يمكنه فعلا أن يحلّ بعض المعضلات الاجتماعيّة التي قد تعجز باقي الوسائل عن حلّها".

يُشار إلى أنّ الروائيّ، ناجي أمين بن باطة، من مواليد المرادية بالجزائر العاصمة، في 28 أكتوبر 1995، ويشتغل أستاذًا للُّغات، وقد سبق له أن أصدر "لغز راسبوتين"، باللُّغة الروسية، (2017)، و"الزاغادكا.. الهلال والنجمة" (2018)، و "أوفردايف" (2019)، و"الآلهة في للميثولوجيا السلافية"، باللغة الروسية (2019)، و"نظرية التدليم" (2020)، و"سيكولوجيات الأمازيغ" (2023). وهو حائز على جائزة الجزائر تقرأ للروائيّين الشباب دورة 2018-2019.

/العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..