الأخبار

الاستكشاف الحضري: بين الإثارة والغموض والمخاطرة
الاستكشاف الحضري: بين الإثارة والغموض والمخاطرة

مسقط في 7 أغسطس /العُمانية/ تخيل نفسك تتجول في مصنع مهجور ضخم، أو مستشفى مهجور، أو مدينة ألعاب مائية مهجورة. ربما تجد نفسك أمام جدران مغطاة بالكتابات، أو آلات صدئة، أو بقايا حياة سابقة. هذا هو عالم الاستكشاف الحضري، عالم مليء بالغموض والجمال، حيث يمكنك أن تكون المستكشف الأول الذي يضع قدمه في مكان لم يطأه أحد منذ سنوات عديدة.

يعود تاريخ الاستكشاف الحضري إلى زمن بعيد، حيث كان الناس دائمًا فضوليين حول الأماكن المهجورة والمباني القديمة. ولكن في السنوات الأخيرة، شهد هذا الشغف انتعاشة كبيرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والتصوير الفوتوغرافي، ما سمح للمستكشفين الحضريين بمشاركة اكتشافاتهم مع العالم.

يتضمن الاستكشاف الحضري - المعروف أيضًا باسم Urbex - زيارة المباني المهجورة والمتداعية، والأماكن التي تم نسيانها تقريبًا. كانت هذه المباني مليئة بالحياة ذات يوم - المدارس والمسارح والمنتجعات السياحية وأماكن العمل - لكنها الآن فارغة، والنباتات تتعدى على هياكلها.

إحدى صانعات ألعاب الفيديو اليابانية الشهيرة تدعى إيكومي ناكامورا كانت شغوفة جدًّا باستكشاف الأماكن المهجورة وغير المأهولة في جميع أنحاء العالم لمدة عقدين من الزمان. تروي مغامراتها في كتاب جديد يحمل عنوان Project UrbEx ، ويضم صورًا مذهلة لمواقع مهجورة ومتحللة ولكنها جميلة بشكل غريب.

تقول ناكامورا: "بدأت رحلتي في استكشاف المناطق الحضرية بمستشفى مهجور في قلب أوساكا باليابان". "لقد أسرتني على الفور الإثارة البالغة عند التسلل إلى مبنى مهجور ويبهرني التاريخ الغني المحفور على جدرانه".

بالنسبة لها، يقدم استكشاف المناطق الحضرية مزيجًا من التاريخ والغموض لا يمكن للمعالم السياحية التقليدية أن تضاهيها. تقول: "هذه المواقع عبارة عن كبسولات زمنية، تحافظ على لحظات الماضي في حالة خام وغير مصقولة". "بصفتي فنانة ومصورة فوتوغرافية، أجد الجمال في الاضمحلال، والكتابات على الجدران، وبقايا الحياة الماضية - فهي تحكي قصصًا غالبًا ما يتم تجاهلها". ابتكرت ناكامورا شخصية بديلة، تسمى "تومي"، لمغامراتها في أوربيكس، وغطت وجهها بقناع غاز حتى لا يعرف أحد أنها هي ونشرت مغامراتها على مدونة، تومبوي أوربيكس.

استكشاف المناطق الحضرية هو مطاردة محفوفة بالمخاطر؛ فغالبًا ما يكون من الصعب الوصول إلى المباني، أو أنها تكون على وشك الانهيار أو ربما تكون واقعة في مناطق تعود لممتلكات خاصة.

تتشارك المجموعات الشغوفة باستكشاف المناطق الحضرية النصائح عبر الإنترنت لاستكشاف المباني والعثور عليها في المقام الأول.

تقول ناكامورا: "غالبًا ما ينطوي العثور على هذه الجواهر المخفية على مزيج من البحث والصدفة". "أبحث في منتديات الاستكشاف الحضري ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي والخرائط القديمة عن أدلة، في بعض الأحيان، يتعلق الأمر فقط باتباع حدس أو نصيحة من الزملاء المستكشفين."

وتضيف ناكامورا: "قد يكون التصوير الفوتوغرافي تحديًا صعبًا فهناك احتمال لمواجهة حراس الأمن في بعض المواقع أو الحيوانات البرية أو حتى الهياكل المعدنية والأساسات غير المستقرة ما يجعل ألامرًا شاقًّا وخطيرًا أحيانًا . كما أن بعض الأماكن لها شعور غريب ومسكون. ويضيف الصمت والأرضيات الصارخة والظلال التي تلعب بعقلك المزيد من الإثارة. لكن هذا المزيج من الخوف والإثارة هو ما يجعل التجربة آسرة للغاية".

وتقول: "كان للاستكشاف الحضري تأثير عميق على عملي كمنشئة لألعاب الفيديو. فالأماكن المهجورة التي أستكشفها تضيف عمقًا وثراءً حقيقيين؛ فالقصص التي أكتشفها والأجواء التي أختبرها والروائح والأصوات والشخصيات التي أقابلها كلها تجد طريقها إلى ألعابي، ما ينشئ عوالم غامرة وآسرة للاعبين لاستكشافها".

وتحكي ناكامورا عن إحدى مغامراتها في اليابان: "أنا مغرمة جدًّا بالمباني الخرسانية الضخمة ولا يوجد الكثير من المواقع الصناعية المهجورة في اليابان على نطاق محطة الطاقة الكهرومائية التي أقيمت في الأربعينيات في الجبال، كان علي أنا وزملائي المستكشفين عبور نهر للوصول إليها. وبمجرد دخولنا إلى الهيكل الضخم، استمرت المغامرة، حيث صعدت إلى أنبوب مجوف يبلغ ارتفاعه 100 قدم، واستخدمت سلمًا معدنيًّا متعفنًا للوصول إلى الأتريوم المركزي، ومددت ساقي عبر الفجوة مثل النينجا". وبينما كانت واقفة على حافة الخطر، لاحظت عش دبابير قريبًا. "في تجربتي، فإن محاولة عدم التفكير في السقوط هي أفضل طريقة لتجنب الوقوع".

/العُمانية/ طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..