عمّان في 2 سبتمبر /العُمانية/ في كتابه "مسارات: المسير والترحال في الأردن، عدسة ونَصّ" يوثّق الرحّالة والفنان الفوتوغرافي عبد الرحيم العرجان للمسارات التي قطعها ويجوب الممرات الطبيعية ويتعرف على الأماكن التاريخية والتراثية ويوثق لها بالفيديو والصورة، ناقلاً تجربته الحية في التعالق مع تلك الأمكنة واكتشاف مجاهيلها.
يتضمن الكتاب موجزًا يلخّص خبرة طويلة وجهدًا كبيرًا قام به العرجان في المسير والترحال، مجتازًا خلال عام واحد، ما يقارب ألفًا ومائة كيلومتر، حاملًا الكاميرا وأوراقه وأقلامه. وهو يوضح في هذا السياق أن تلك الرحلات "دُرست بعناية ومسؤولية؛ أين تذهب، وماذا ترى، ومتى تغامر وتستمتع ولا تجازف"، مضيفًا أن رحلاته "مشفوعة بالعدسة؛ عين الحقيقة، بموضوعية ومن دون زيادة أو نقصان لربط الواقع بالمتوقع".
تستند الخلاصة التي دوّنها العرجان في كتابه إلى البحث عبر المصادر الموثوقة، واستشارة أصحاب الاختصاص والمعرفة بالتاريخ والجغرافيا وعلم النبات والاجتماع والجيولوجيا، إلى جانب الاعتماد على الحكايات التي يتناقلها الأهالي في الأمكنة التي يزورها.
ويقول العرجان إنه قام بهذه الرحلات انطلاقًا من إيمانه بأنه "ابن حضارة شهدت بدايات تكوين المعمورة وانحسار ماء بحارها، وتَشكُّل أخفض نقطة في العالم وأعمقها، والصيد بسواتر الحجارة، واستئناس الحيوان، وتجارب الزراعة الأولى، ونشوء الحرف والكتابة".
وضمّنَ العرجان كتابَهُ إشاراتٍ حول مفهوم المسير والترحال، والقواعد التي يجب على الرحّالة اتباعها والأدوات التي ينبغي أن يحملها معه، ثم أفرد لكلّ مسار من مساراته التي قطعها مشيًا على الأقدام، صفحاتٍ توثق للرحلة بلغة رشيقة وأسلوب يدفع القارئ إلى تخيُّل الأماكن ومشاهدتها بعين الفنان، بما فيها من مناظر طبيعية ونباتات برية وأماكن تراثية حضارية. فنقرأ على سبيل المثال: قصر صخيم والمصائد التاريخية المحيرة، وقصر برقع وكرم أهل البادية، والطريق المجهول إلى قلب البتراء، ومسار ثلاثة أيام في وادي عربة.
ويجد القارئ نفسه سائرًا بين جنبات الصحاري، صاعدًا الجبال المهيبة ومنحدرًا باتجاه السهول والأودية، ومستمتعًا بالمناظر التي احتضنتها الطبيعة البكر ونَقشت عليها تقلباتُ الأزمان لوحاتٍ لا مثيل لها وتشكلت ألوانُها من تمازج الصخور وتعانقها.
/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي