مسقط في 9 سبتمبر /العُمانية / حصل العمل الفني "قبة" للدكتورة أمل بنت سالم الإسماعيلية، أستاذ مساعد بقسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، على جائزة الجمهور في معرض انفلو في المجر، من بين 69 عملًا فنيًّا من 29 دولة، حيث تم اختيار هذه الأعمال من بين 389 عملًا فنيًّا.
ويحتفي هذا المعرض بجمال الحياة من خلال قصص وتجارب فردية في تصميم المجوهرات، كما يشجع المصممين على استلهام الأفكار من رحلاتهم لإنشاء قطع فنية تشيد بلحظاتهم الحياتية وإنجازاتهم وثقافاتهم، مع تصور المستقبل.
وقد قام أعضاء لجنة التحكيم الدولية من رابطة "International Jury" باختيار الأعمال الفنية التي تم عرضها في المعرض، وتم منح الجوائز لقطع المجوهرات عبر ثلاث فئات للمسابقة.
وعلّقت الدكتورة أمل الإسماعيلية على هذا التكريم بالقول : "تم اختيار عملي لأنه يحتوي مضمونًا قصصيًّا، حول البدايات الأولى لممارسة فن المجوهرات قبل عشرين عامًا، إذ كنت أزور منزل جدتي في شمال الشرقية. وكنت ألعب في ساحة المنزل عندما قرع التاجر المتجول الباب. لقد جاء لبيع بعض السلع لجدتي وأهل القرية الآخرين. طلب مني أولاً أن أذهب وأسأل عما إذا كانت جدتي تملك أي فضة لبيعها. سمحت له جدتي بالدخول وبدأوا في البحث عن أشياء للتداول. لن أنسى أبدًا رؤية جدتي وهي تبيع له بعضًا من الأشياء الرائعة التي كانت تمتلكها. لم أكن أعلم في ذلك الوقت ماهية هذه القطع، ولكنها بدت وكأنها علبة فضية صغيرة مزخرفة بنمط زهري. والآن بعد أن أجريت بحثًا في تصميم المجوهرات، تذكرت قصة الطفولة هذه وعلمت لاحقًا أن القطعة هي عبارة عن المكحلة المصنوعة من الفضة".
وتضيف قائلة "من خلال البحوث التي أجريتها كان من أهم أسباب تلاشي الفضة العمانية هي تلك الفترة التي جاء التجار المتجولون لشراء الفضة من القرى، وذلك لارتفاع سوق الفضة عالميا. ولم يتبق لدى جدتي سوى قلادة واحدة. لهذا كان دافعي الشخصي للذهاب في رحلة، عبر الصحراء العمانية، لملء صندوق جدتي الفارغ بتصميماتي المعاصرة".
وأشارت إلى أن العمل مستوحى من رحلتها في صحراء الشرقية، حيث استوقفتها حلية الرأس البدوية المصنوعة من الجلد والفضة. وتتميز هذه الحلية بوظيفتها كزينة للشعر، مما ألهمها لاستكشاف جماليات الثقافة البدوية ودمجها في تصميمات معاصرة. وتقول "كانت رحلتي إلى الصحراء مصدر إلهام عميق لي. أردت أن أدمج العناصر الثقافية في تصميمي، وأظهر كيف يمكن للفن أن يجسد الهوية والتراث".
وتضيف الدكتورة أمل الإسماعيلية "لقد قمت بحوالي 100 تجربة على الجلد المدبوغ محليًّا، باستخدام تقنيات دباغة تقليدية تعتمد على النباتات الصحراوية. هذه العملية لم تمنح الخامة تنوعًا لونيًا فحسب، بل أضافت أيضًا ملمسًا فريدًا يتناغم مع رؤيتي الفنية. وجاء المنتج النهائي، الذي يجسد تداخل الثقافات والتقاليد، ليعكس روح الصحراء وجمالها، مما يجعله قطعة فنية فريدة تستحق الاهتمام".
/العُمانية /طلال المعمري