الشارقة في 30 أكتوبر /العُمانية/ صدر عن "بيت الشعر" في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 63 من مجلة "القوافي" الشهرية المتخصصة بالشعر الفصيح ونقده، الذي يحتفي بالمواضيع ذات الصلة بالشعر بلاغةً ولغةً وتراثًا، كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور.
جاءت افتتاحية العدد تحت عنوان "الشعر العربي .. حكايات ترويها القصائد"، مُشيرةً إلى أن الشعر العربي يشكل وجدان الأمة، فهو بمنزلة المؤرّخ الذي يوثق حياتها بكل تجلياتها، وما فيها من أحداث وقضايا عامة. الشعر يتنقل بين الناس عبر قصائد الشعراء الذين يحاولون التعبير عن حيواتهم، ففي القصيدة تحضر الأماكن، ويحضر الزمان، ويتحرك الأشخاص ليشكلوا ذاتاً أخرى للشاعر. القصة حاضرة في القصيدة بعناصرها المختلفة، حيث عرف الشاعر العربي كيف يوظّفها ليقدم نصًّا شعريًّا يحمل حبكة فنية تغري المتلقّي بتفاصيلها، رفقة الموسيقا التي تنبعث من التفاعيل والبحور.
استهل العدد موضوعاته بتغطية خاصة عن افتتاح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للمقر الجديد لبيت الشعر في الشارقة.
إطلالة العدد جاءت تحت عنوان "الشعر القصصي .. إبداعات الشعراء في سرد الحكايات"، وكتبه الشاعر الدكتور عبد الرزاق الدرباس، وفي باب "آفاق" كتب الشاعر حسن شهاب الدين عن "رسائل شعريّة حملتها القصائد".
تضمن العدد أيضًا حوارًا في باب "أوّل السطر" مع الشاعر السعودي الدكتور أحمد الهلالي، أجراه الإعلامي أحمد الصويري. كما استطلع الشاعر حسن حسين الراعي، رأي مجموعة من الشعراء والنقاد حول موضوع "الحضور الإعلامي للشاعر".
وفي باب "مدن القصيدة"، كتبت الدكتورة إيمان عصام خلف عن مدينة "صقلّيّة"، أما في باب "حوار" فقد حاور الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي، الشاعر الأردني علي الفاعوري.
تنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و"قالوا في..."، وكتبتها وئام المسالمة، كما تطرقت الباحثة موج يوسف في باب "مقال" إلى موضوع "الشاعرات العربيات .. بين بناء النص والرؤية". وفي باب "عصور" كتب الشاعر الدكتور محمد الحوراني عن الشاعر "سحيم بن وثيل".
وفي باب "دلالات"، كتبت الشاعرة الدكتورة حنين عمر عن "الكتاب ودلالاته في القصيدة العربية"، وفي باب "تأويلات" قرأت الدكتورة سماح حمدي، قصيدة "ساكن الغاب" للشاعر عبدالله سرمد، كما قرأ الشاعر عبدالواحد عمران، قصيدة "النحّات" للشاعر مصطفى مطر.
في باب "استراحة الكتب"، تناول الدكتور سلطان الزغول، ديوان "مسافر في اقتباس الضوء" للشاعر حمنَّ يوسف، أما في باب "نوافذ"، أضاء الدكتور سعيد بكّور على موضوع "رثاء الأمهات للأبناء".
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي، بعنوان "السرد .. فنٌّ يوثّق بيت القصيد"، حيث ذكر فيه: "لا تغيبُ الحكايةُ عن شعرنا العربيّ؛ فمنذ بدايته وهو يستخدمُ القصَّ تقنيةً للوصول إلى ما يريدُ، ودرباً ملوّنةً بالأحاديث حينَ يجمَّعُها شاعرٌ خَبِرَ السّيْرَ في طرقاتِ الكلامِ، فذكرُ التفاصيل، ذكرُ المكانِ وذكرُ الزّمان، وذكرُ الشخوص، وحبْكُ التخيُّلِ، ثُمَّ اشتغالُ الشعور بتوثيقِ بعض الحكايات، تمنحُ للنصّ قيمته كي يشقَّ طريقًا إلى المتلقّي، وتمنحُهُ متعةً للقراءة والسرد؛ فالسّردُ في النصِّ فنٌّ يؤنِّقُ بيت القصيدةِ، يُلْبِسُهُ زِيَّهُ المُستحقَّ، ويمنحهُ الماءَ كي ينبت اللحنَ حول ضفاف المعاني، وكي تتمايلَ أغصانُها فوقَ سطرِ القلوبِ، فتهتزُّ أرضُ الموسيقا على ضفّةِ القول".
/العُمانية/ طلال المعمري