بندر سري بجوان في 5 نوفمبر /العُمانية/ نظمت سفارة سلطنة عُمان في بروناي دار السلام بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة البروناوية ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام في سلطنة عُمان حلقة نقاشية بعنوان: "علاقات عُمان وبروناي: حاضرٌ مزدهرٌ ومستقبلٌ واعد"، بمناسبة الذكرى الـ 40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنتين، وبالتزامن مع مشاركة سلطنة عُمان في معرض بروناي للكتاب.
رعى الحلقة سعادة بنغيران الحاج محمد حسنان ين بنغيران الحاج علي حسن، السكرتير الدائم (للثقافة) بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين.
افتتحت الحلقة بكلمة ترحيبية لسعادة السفيرة إرما بنت سعيد الكثيرية، سفيرة سلطنة عُمان المعتمدة لدى بروناي دار السلام، وقالت إن هذه الندوة ليست مجرد احتفال بذكرى العلاقات الدبلوماسية، بل هي فرصة للتأمل في مسيرة التعاون بين البلدين واستشراف آفاق مستقبلية جديدة.
وتطرقت سعادتها إلى التراث الثقافي المشترك، مشددة على أهمية القيم الإسلامية التي تجمع بين سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام وقالت: "لقد أظهرت لنا القيم التي نتمسك بها جميعًا كيف يمكن للشعوب أن تتعاون وتدعم بعضها البعض. نحن نعيش في عالم مليء بالتحديات، ولكن الروابط الإنسانية التي تتجاوز الحدود هي التي تجعلنا أقوى".
كما استعرضت سعادة السفيرة المواقع الجغرافية الاستراتيجية لكل من سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام، مشيرةً إلى أن عُمان تُعد بوابة شبه الجزيرة العربية، بينما تقع بروناي في قلب جنوب شرق آسيا، ما يعزز من دورهما في التجارة العالمية ويوجد فرصًا واسعة للتعاون في مختلف المجالات، وفي هذا الخصوص قالت سعادتها: "علينا أن نستغل هذه المواقع الفريدة لتعزيز شراكاتنا التجارية والثقافية".
في كلمته، قدم الدكتور الحاج محمد هادي بن محمد ملايونغ، مدير مركز بروناي للتاريخ، عرضًا تناول فيه السياق التاريخي للعلاقات بين السلطنتين الصديقتين، حيث بدأ حديثه بالإشارة إلى تأسيس العلاقات الدبلوماسية في عام 1984م، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة لهذا الحدث الذي فتح آفاق التعاون بين البلدين. وأضاف: "لقد كانت السنوات الـ 40 الماضية شاهدة على تطور مستمر في العلاقات بين سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام، حيث أثمرت هذه العلاقات المتميزة في العديد من الاتفاقيات الثقافية والاقتصادية".
كما استعرض بعض النقاط المحورية التي أثرت مسيرة الشراكة بين السلطنتين، مؤكدًا أن الاحترام المتبادل والتفاهم كانا دائمًا هما الأساس في بناء هذه العلاقة القوية".
من جانبها تطرقت تهاني بنت عبد الله بن سليم الحسنية، الباحثة المساعدة في مركز الدراسات العُمانية بجامعة السُّلطان قابوس، في كلمتها بعنوان: " تجسير الثقافات: أربعة عقود من الصداقة بين سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام" إلى الروابط الثقافية بين سلطنة عُمان وسلطنة بروناي دار السلام، واستعرضت أوجه التشابه بين التقاليد والقيم الاجتماعية في كلا البلدين، مشددةً على أن هذه القيم هي التي تعزز التفاهم بين الشعوب، وأوضحت قائلة: "إن التراث الثقافي والفني لدينا ليس مجرد ماضي، بل هو جسر يربط بين بلدينا ويساعد في بناء مستقبل أفضل".
وأشارت إلى أهمية الدبلوماسية الثقافية كوسيلة لتعزيز العلاقات بين الشعبين، موضحةً أن تبادل الفنون والثقافات يمكن أن يسهم في بناء علاقات أعمق وأكثر استدامة، وأوضحت قائلةً: "عندما نشارك ثقافاتنا، فإننا لا نحتفل فقط بالتنوع، بل نبني جسورًا من التفاهم والاحترام".
وقد أثارت الموضوعات المطروحة نقاشات غنية بين الحضور.
/العُمانية/
طلال المعمري