الجزائر في 11 نوفمبر/ العمانية/ يُعتبر الفنان لزهر رحال (1963)، من الفنانين الجزائريين الذين يحاولون تشكيل أعمال فنيّة تجمع بين الفن، والجمال، والابتكار في تقنيات التعبير المستعملة.
في أحدث معرض له يُقام بمسقط رأسه ولاية بسكرة (جنوب الجزائر)، تحت عنوان "ن.. كالنخلة"، يستخدم رحال بعض المواد المسترجعة من مخلّفات النخيل، على غرار سعف النخيل، والجذوع، ونوى التمر، لإنجاز العشرات من اللّوحات المعبّرة.
ويؤكّد الفنان لزهر رحال، لوكالة الأنباء العمانية على أنّ مفهومه للإبداع يقوم أساسا على قيم الابتكار، ودعوة الجمهور إلى الاهتمام بكلّ ما يُعتقد لدى الناس أنّه غير نافع من مواد، وذلك ما أراد إيصاله عبر اعتماده في تشكيل لوحات هذا المعرض على مواد تعود أساسا إلى النخلة؛ وهي مواد تكون عادة متوفّرة بشكل كبير في واحات بسكرة.
وتتّكئ أعمال رحال على الفن التشكيلي، وعلى النحت أيضا؛ وهما دعامتان تقوم عليهما لوحاته، وذلك ما يُلاحظ عبر العديد من المعروضات، على غرار تلك اللّوحات التي تحمل عناوين "بورتري"، و"النخل"، و"حنين"، و"توأم"، و"شمس الجنوب"، و"حربٌ وسلم"، و"عازف الكمان البسكري"، و"الظامّة"، و"العرجون القديم".
ويُشيرُ لزهر رحال، إلى أن النخيل تُشكّل المحور الرئيس لهذا المعرض لكون كلّ اللّوحات المعروضة منجزةٌ انطلاقا من مشتقات هذه الشجرة المباركة، كما أنّ تركيزه على ثيمة النخلة، يُعبّر عن مدى تعلُّقه ببيئته المحلية، وجذوره الصحراوية، وعن ما لهذه الشجرة المباركة من فضل على الإنسان ومختلف الكائنات؛ إذ شكّلت مصدر غذاء وجمال واستقرار للبشرية منذ قديم الزمان.
ويُشير رحال إلى أنّ مغامرته مع استرجاع المواد وإعادة استخدامها لإنجاز أعمال فنيّة تعود إلى عام 2015، عندما بدأ في الاعتماد على كرتون علب البيض، وتحويله إلى عجينة تُشبه الطين، قام بتشكيلها لإنجاز مجسّمات مختلفة، ومن ثمّ انطلق في البحث عن كلّ ما يُفيده من مواد مختلفة تزخر بها الطبيعة.
وتتميّز لوحات رحال بتصوير التفاصيل الدقيقة التي يُراهن هذا الفنان على إظهارها للجمهور اعتمادا على الأشكال والألوان؛ إذ يستخدم تدرُّجات اللّون البُنّي فقط، وهذا ما يُضفي نوعًا من الدفء الطبيعي على الأعمال، مثلما يستخدم أيضا تقنيات أخرى متعدّدة، على غرار التشابك، فضلا عن نجارة الخشب، لتكوين أشكال فنيّة تُعبّر عن جمال المواد المستخرجة من النخيل، وتجمع بين الأسلوبين التقليدي والحديث.
من جهة أخرى، يؤكّد الفنان لزهر رحال على أنّ كلّ التجارب السابقة التي خاضها مع عمليات الاسترجاع لم تكن مجرّد عمليات فنيّة، بل شكّلت أيضا رحلة استكشاف، وارتباط عميق بالطبيعة تعكس تجربته الشخصية، وعشقه للفن والطبيعة، وجعلته يُقرّر، منذ سنوات، أن تكون كلُّ أعماله مستوحاة من النخيل والواحات، نزولا عند الكثير من النصوص القرآنية التي تبرز قيمة النخلة وأهميتها، إذ كان عنوان معرضه الفنيّ الأوّل "العرجون القديم" الذي ذكر في القرآن، وهو رمزٌ يحمل معاني عميقة تتعلّق بالبركة والعطاء.
يُشار إلى أنّ الفنان، لزهر رحال، من مواليد عام 1963 بمدينة بسكرة (جنوب الجزائر)، وهو خرّيج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر عام 1988، تخصُّص فنّ الخزف.
/العُمانية/ النشرة الثقافية /طلال المعمري