عمّان في 11 نوفمبر /العُمانية/ يتضمن معرض "أصوات المرجان" المقام في قلعة العقبة الأثرية جنوب الأردن، أعمالا لفنانين وفنانات أتيح لهم التعرف على الشعاب المرجانية المنتشرة في البحر الأحمر قبل تجسيد هذه التجربة الحسية والنفسية من خلال اللوحة واللون.
وتحتفي الأعمال المعروضة بجماليات الشعاب المرجانية، وتؤكد في الآن نفسه على أهمية الحفاظ على هذه الشعاب في ظل التحديات التي من شأنها أن تؤثر سلبًا في حياتها وفي بقائها، ومن أبرزها ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويستكشف أحمد تركي في لوحاته العلاقة التي تجمع الإنسان بالمكان، مركّزًا على إظهار الحالة النفسية العميقة لهذه العلاقة، ومتعمقًا في رحلة عاطفية وذهنية تستكشف الذات وتأثير البيئة عليها، إذ يدمج في أعماله ملامح الوجه البشري بأشكال المرجان، فيعتقد الناظر للوهلة الأولى أن ما يشاهده إحدى الشعب المرجانية الملونة، وعند التدقيق والتأمل يرى ملامح إنسانية تقبع في العمق من هذا الشكل المرجاني.
ويقارب أحمد شاويش شكل المرجان من خلال أعمال تتجه نحو التجريد اللوني وتعنى بتجاور الألوان وتحاورها. وفي مجال الفن الرقمي يقدم أنس عقل تجربة تقوم على استثمار قدرات التكنولوجيا في التشكيل والرسم والتلوين، فبدت أعماله قريبة إلى الروح الطفولية والرسوم المتحركة أو رسوم كتب الأطفال. هذا الأسلوب طبع كذلك أعمال لطفي زايد التي اعتمدت الخطوط الطفولية والأشكال القريبة من الكاريكاتير.
واقتربت أعمال تمارى العجلوني من وحي البيئة الرقمية أيضًا، وقدمت رسومًا ثلاثية الأبعاد تتسم بالجرأة واتخاذ الطابع السريالي. كما نجد السريالية التي تميل للسخرية في أعمال سندس أبو العدس، التي تعتمد على خطوط الكاريكاتير والألوان المبهجة.
واستلهمت دانا أبو خليل تقنياتها من أساتذة الفن وقامت بتصميم شخصيات تعبّر عن هذا التوجه، ومثلها أعمال ليلى حاجي التي اتخذت مسحة كلاسيكية، بينما قدم صلاح الدين القواسمي أعمالًا تستكشف اللاوعي؛ حيث ينشئ فضاءات شبه خيالية تسكنها أشكال حيوية غامضة وعناصر مستمدة من الطبيعة ينسجها جميعًا في سرديات نابضة بالحياة.
من جانبها، قدمت السويسرية مايفا روبلي أعمالًا تتأرجح بين التجريد اللوني والانطباعية، مع استخدام الألوان المشرقة التي تحاكي مفردات الطبيعية. واعتمدت ياسمين الكردي على تلك الألوان في أعمالها أيضًا.
ومن المقرر أن ينتقل المعرض إلى المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، ووفقًا لمدير عام المتحف د.خالد خريس فإن هذه التجربة الفنية في نسختها الأولى "تؤسس لمشروع طموح مستدام، يلعب فيه الفن دورًا مهمًّا في التعريف بالبيئة وحمايتها من المخاطر المحيطة بها، وجعلها مصدرًا مهمًا من مصادر الإلهام والإبداع، وحافزًا للمجتمعات الإنسانية أينما وُجدت للحفاظ على ما تمتلكه ماديًّا ومعنويًّا".
/العُمانية/النشرة الثقافية/ طلال المعمري