الشارقة في 11 نوفمبر/العُمانية/ استعرض الموسيقار المصري عمر خيرت تجربته مع الموسيقى وأبرز المحطات فيها خلال فعالية أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب وحاورته فيها الإعلامية منى الشاذلي.
وتحدث خيرت عن بداياته الموسيقية، ونشأته في كنف عائلة مثقفة محبّة للفنون، وكيف تأثر بموسيقى عمه "أبو بكر خيرت"، قائلًا في هذا السياق: "منذ طفولتي كنت أشاهد حفلات أبو بكر خيرت في الأوبرا، وتمنيتُ أن أكون مثله يومًا ما، وفي النهاية سلكت الطريق نفسه لكن بأسلوبي الخاص".
وكشف خيرت عن جوانب متعددة من شخصيته الإبداعية، وأثر نشأته على تشكيل رؤيته الفنية، والتحديات واللحظات الملهمة التي أسهمت في صياغة أعماله الموسيقية الخالدة.
واستذكر خيرت عزفه في ستينات القرن الماضي على الطبول (الدرامز)، للتعبير عن توق جيل الشباب للحرية والانطلاق، ثم تعمّقت هذه التجربة بعد نكسة يونيو 1967، فجاء العزف وكأنه صرخة مدوية لتجسيد الألم الذي شعر به العرب جميعًا، وبعد ذلك بسنوات اتجه الفنان للعزف على "البيانو" التي وصفها بأنها "أمّ الآلات الموسيقية".
وتطرق إلى الدعم الذي تلقاه من الفنانة فاتن حمامة في انطلاقته؛ قائلًا إنها كتبت "شهادة الميلاد" الخاصة به في الفن وكان لها الدور الأكبر في منحه العديد من الفرص بدءًا من وضع الموسيقى التصويرية لفيلم "ليلة القبض على فاطمة" عام 1984.
وأكد خيرت على أن الفن "ملكٌ للجميع"، وأنه لا يشعر بنجاحه كموسيقي إلّا من خلال تفاعل الجمهور مع أعماله الموسيقية، ولدى سؤاله عن أهمية "التثقيف الموسيقي" لجيل اليوم، أشار خيرت إلى أنها تقع على عاتق الفنان والجمهور معًا.
وتوقف عند مفاهيمه الفنية وأهدافه التي وضعها نصب عينيه حين قرر تأليف موسيقاه على البيانو، الذي "يعدّ آلة غربية بامتياز تختلف كليًّا عن موسيقى الشرق"، وقال في هذا الصدد: "نحن كشعوب عربية نحب الغناء، وتجربة أن يكون هناك موسيقى خالصة لم يكنْ مألوفًا من قبل، لذلك حين ألفتُ مقطوعة (ليلة القبض على فاطمة) طلبتُ من المنتج أن يطبعها في شرائط، لكنه رفض تقديمها كموسيقى خالصة خارج الفيلم. في النهاية أقنعته وطبع 3000 شريط فقط، لكنها لاقت رواجًا كبيرًا وأحبها الناس، في تلك الأثناء كان هدفي الوحيد أن يكون لدينا موسيقى عربية عالمية تتناغم مع القوالب الموسيقية الغربية، وتظل محتفظةً بهويتها الشرقية النغمية".
/العُمانية/النشرة الثقافية/ طلال المعمري